تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٥
سورة النحل مكية وهي مائة وعشرون وثمان آيات قال الفقيه أبو الليث رحمه الله أخبرنا الثقة بإسناده عن الشعبي قال نزلت سورة النحل كلها بمكة إلا هذه الآية * (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) * الآية وقال ابن عباس سورة النحل كلها مكية إلا أربع آيات نزلت بالمدينة قوله * (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا) * وقوله * (إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) * وقوله * (وإن عاقبتم فعاقبوا) * وقوله * (واصبر وما صبرك إلا بالله) * إلى آخرها سورة النحل 1 - 3 قوله تعالى * (أتى أمر الله) * أي يوم القيامة ويقال يعني العذاب كقوله * (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) * [هود: 40] وقوله * (أتاها أمرنا ليلا أو نهارا) * [يونس: 24] أي أتى أمر الله بمعنى يأتي أي هو قريب لأن ما هو آت آت وهذا وعيد لهم إنها كائنة وقال ابن عباس لما نزلت هذه الآية * (اقترب للناس حسابهم) * [الأنبياء: 1] ثم نزل بعدها * (اقتربت الساعة) * [القمر: 1] قالوا يا محمد تزعم أن الساعة قد اقتربت ولا نرى من ذلك شيئا فنزل * (أتى أمر الله) * أي عذاب الله فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما لا يشك أن العذاب قد أتاهم فقال لهم جبريل * (فلا تستعجلوه) * قال فجلس النبي صلى الله عليه وسلم بعد قيامه ثم قال * (سبحانه) * نزه نفسه عن الولد والشريك ويقال إرتفع وتعاظم عن صفة أهل الكفر فقال عز وجل * (وتعالى عما يشركون) * به من الأوثان قرأ حمزة والكسائي * (تشركون) * بالتاء على معنى المخاطبة وقرأ الباقون بالياء بلفظ المغايبة وكذلك ما بعده ثم قال * (ينزل الملائكة) * أي جبريل * (بالروح) * أي بالوحي وبالنبوة والقرآن * (من أمره) * أي بأمره قال القتبي " من " توضع موضع الباء كقوله * (يحفظونه من أمر الله) * [الرعد: 11] أي بأمر الله وقال ها هنا يلقي الروح * (من أمره) * أي بأمره * (على من يشاء من عباده) *
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»