تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٣
قوله * (هل ينظرون) * يقول ما ينظرون وهم أهل مكة * (إلا أن تأتيهم الملائكة) * أي ملك الموت ليقبض أرواحهم * (أو يأتي أمر ربك) * أي عذاب ربك يوم بدر ويقال يوم القيامة * (كذلك فعل) * أي كذلك كذب * (الذين من قبلهم) * رسلهم كما كذبك قومك فأهلكهم الله تعالى * (وما ظلمهم الله) * يعني بإهلاكه إياهم * (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * بتكذيبهم رسلهم قرأ حمزة والكسائي * (إلا أن يأتيهم) * بالياء بلفظ التذكير والباقون بلفظ التأنيث لأن الفعل مقدم سورة النحل 34 - 37 ثم قال * (فأصابهم سيئات ما عملوا) * أي جزاء ما عملوا * (وحاق بهم) * أي نزل بهم " ما كانوا به يستهزئون " من العذاب أنه غير نازل بهم قوله * (وقال الذين أشركوا) * أي أهل مكة " لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء " قالوا ذلك على وجه الاستهزاء يعني إن الله قد شاء لنا ذلك الذي * (نحن) * فيه * (ولا آباؤنا) * ولكن شاء لنا ولآبائنا " ولا حرمنا من دونه من شيء " ولكن شاء لنا ولآبائنا من تحريم البحيرة والسائبة وأمرنا به ولو لم يشأ ما " حرمنا من دونه من شيء " قال الله تعالى * (كذلك فعل الذين من قبلهم) * يقول هكذا كذب الذين من قبلهم من الأمم * (فهل على الرسل إلا البلاغ) * أي تبليغ الرسالة * (المبين) * أي يبينوا لهم ما أمروا به قوله * (ولقد بعثنا في كل أمة) * أي في كل جماعة * (رسولا) * كما بعثناك إلى أهل مكة * (أن اعبدوا الله) * أي وحدوا الله وأطيعوه * (واجتنبوا الطاغوت) * أي اتركوا عبادة الطاغوت وهو الشيطان والكاهن والصنم * (فمنهم من هدى الله) * لدينه وهم الذين أجابوا الرسل للإيمان * (ومنهم من حقت عليه الضلالة) * فلم يجب الرسل إلى الإيمان * (فسيروا في الأرض) * يقول سافروا في الأرض * (فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) * يقول اعتبروا كيف كان آخر أمر المكذبين فلما نزلت هذه الآية قرأها صلى الله عليه وسلم عليهم فلم يؤمنوا فنزل * (إن تحرص على هداهم) * يعني على إيمانهم * (فإن الله لا يهدي من يضل) * يقول من يضلل الله وعلم أنه أهل لذلك
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»