القتال ويقال إن أدركتهم في القتال * (فشرد بهم) * يقول نكل بهم في العقوبة * (من خلفهم) * يعني ليتعظ بهم من بعدهم الذي بينك وبينهم عهد ويقال إفعل بهم فعلا من العقوبة والتنكيل يفرق به من وراءهم من أعدائك وقال أبو عبيدة * (فشرد بهم) * إنها لغة قريش أي سمع بهم من خلفهم والتشريد في كلامهم للتشديد والتفريق * (لعلهم يذكرون) * يعني النكال فلا ينقضون العهد قوله تعالى * (وإما تخافن من قوم خيانة) * يعني وإن علمت من قوم نقض العهد والخيانة أن يؤتمن الرجل على شيء فلا يؤدي الأمانة وسمي ناقض العهد خائنا لأنه أؤتمن بالعهد فغدر ونكث * (فانبذ إليهم على سواء) * يعني فأعلمهم بأنك قد نقضت العهد وأعلمهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء وقال القتبي إذا أردت أن تعرف فضل العربية على غيرها فانظر في الآية وقد ترجموا سائر الكتب ومن أراد أن يترجم القرآن إلى لغة أخرى فلا يمكنه ذلك لأنك لو أردت أن تنقل قوله * (وإما تخافن من قوم خيانة) * لم تستطع بهذا للفظ ما لم تبسط مجموعها وتظهر مستورها فتقول إن كان بينك وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة ونقضا فأعلمهم أنك قد نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء ثم قال * (إن الله لا يحب الخائنين) * يعني الناقضين للعهد قوله تعالى * (ولا يحسبن الذين كفروا) * يعني لا يظنن الذين كفروا من العرب وغيرهم من الذين جحدوا بوحدانية الله تعالى * (سبقوا) * يعني فاتوا بأعمالهم الخبيثة * (إنهم لا يعجزون) * يقول لن يفوتوا الله حتى يعاقبهم ويقال لا يجدون الله تعالى عاجزا عن عقوبتهم قرأ ابن عامر وحمزة وعاصم في رواية حفص * (ولا يحسبن) * بالياء على وجه المغايبة ونصب السين وقرأ عاصم في رواية أبي بكر * (ولا تحسبن) * بالتاء على وجه المخاطبة ونصب السين وقرأ الباقون على وجه المخاطبة وكسر السين وقرأ ابن عامر * (إنهم) * بالنصب على معنى البناء وقرأ الباقون بالكسر على معنى الابتداء فمن قرأ بالنصب معناه لأنهم لا يعجزون يعني لا يفوتون وقرأ بعضهم بكسر النون * (لا يعجزون) * يعني لا يعجزونني وهي قراءة شاذة سورة الأنفال 60 - 63
(٢٨)