تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ٢ - الصفحة ٣٠
قوله تعالى * (وألف بين قلوبهم) * يعني لين قلوبهم من العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج في الجاهلية * (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) * يعني ما قدرت أن تؤلف بينهم * (ولكن الله ألف بينهم) * بالإسلام * (إنه عزيز حكيم) * حكم بالألفة بين الأنصار بعد العداوة وحكم بالنصر على أعدائه وروى أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال نزلت هذه الآية في المتحابين في الله * (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) * وقال عبد الله المؤمن متألف يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف سورة الأنفال 64 - 66 قوله تعالى * (يا أيها النبي حسبك الله) * بالنصر والعون لك * (ومن اتبعك من المؤمنين) * قال بعضهم " من " في موضع الرفع ومعناه حسبك من اتبعك من المؤمنين خاصة وهم الأنصار ويقال يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويقال هذه الآية خاصة من هذه السورة نزلت بمكة حين أسلم عمر وكان المسلمون تسعة وثلاثين فلما أسلم عمر رضي الله عنه تم أربعون وظهر الإسلام بمكة بإسلام عمر وقال بعضهم " من " في موضع النصب يعني حسبك ومن اتبعك من المؤمنين وقال الضحاك ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله وهو ناصرهم في الدنيا والآخرة ثم قال عز وجل * (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال) * يعني حثهم على قتال الكفار * (إن يكن منكم عشرون صابرون) * يعني محتسبين في الجهاد * (يغلبوا مائتين) * يعني يقاتلون مائتين ويثبتوا على القتال لينصرهم الله " وإن يكن منكم مئة " صابرة يعني محتسبة * (يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون) * أمر الله تعالى وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا ألفا يوم بدر جعل على كل رجل منهم قتال عشرة فرفعوا أصواتهم بالدعاء فضجوا فجعل على كل رجل قتال رجلين تخفيفا من الله وهو قوله تعالى * (الآن خفف الله عنكم) * يعني هون الله عليكم القتال الذي إفترض الله عليكم
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»