ثم قال تعالى * (كذلك يجعل الله الرجس) * يعني العذاب * (على الذين لا يؤمنون) * بأن لا يرزقهم حلاوة الإيمان على الذين لا يرغبون في الإيمان ويقال الرجس في اللغة هو اللعنة والعذاب سورة الأنعام 126 - 129 قوله تعالى * (وهذا صراط ربك مستقيما) * يعني هذا التوحيد دين ربك مستقيما يعني قائما برضاه * (قد فصلنا الآيات) * يعني بينا الآيات في أمر القلوب والهدى والضلالة * (لقوم يذكرون) * يعني يتعظون ويتفكرون في توحيد الله ويقال معناه لا عذر لأحد في التخلف عن الإيمان لأن الله تعالى قد بين طريق الهدى وقد بين العلامات في ذلك لمن كان له عقل وتمييز ثم ذكر ما أعد الله للمؤمنين في الآخرة فقال * (لهم دار السلام عند ربهم) * وهي الجنة وهي دار السلام من الأمراض والآفات والخوف والهرم وغير ذلك ويقال (لهم دار السلام) فالله السلام والجنة داره يعني دار رب العزة التي أعد لأوليائه وهي الجنة * (وهو وليهم) * أي الله حافظهم وناصرهم في الدنيا ويقال * (وهو وليهم) * في الآخرة بالثواب أي يجزيهم * (بما كانوا يعملون) * في الدنيا قوله تعالى * (ويوم يحشرهم) * يقول واذكر يوم يجمعهم الله * (جميعا) * يعني الجن والإنس قرأ عاصم في رواية حفص * (يحشرهم) * بالياء يعني أن الله يحشرهم وقرأ الباقون * (نحشرهم) * بالنون * (يا معشر الجن) * يقول لهم يا معشر الجن * (قد استكثرتم من الإنس) * يعني قد أضللتم كثيرا من الإنس * (وقال أولياؤهم من الإنس) * الذين أضلوهم * (ربنا استمتع بعضنا ببعض) * يعني انتفع بعضنا ببعض فكان استمتاع الإنس بالجن في الدنيا وذلك أن أهل الجاهلية كانوا إذا سافر واحد منهم فأدركه المساء بأرض قفر وخاف بالليل فقال أعوذ بسيد أهل هذا الوادي من سفهاء قومه فأمن ولبث في جوارهم حتى يصبح وكان استمتاع الجن بالإنس أن قالوا لقد سودنا الإنس والجن فيزيدون شرفا في قومهم يعني فيما بين الجن والإنس * (وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا) * يعني الموت الذي جعلته أجلنا في هذه الدنيا وهذا قول الكلبي وقال الضحاك * (ربنا استمتع بعضنا ببعض) * يعني خدع بعضنا بعضا عن دينك يعني
(٥٠٠)