تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٩٨
قتلتم أنتم وذبحتم فتأكلونه فأوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم * (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) * إلى قوله * (وإن أطعتموهم) * يعني في أكل الميتة واستحلالها * (إنكم لمشركون) * مثلهم ففي الآية دليل أن من استحل شيئا مما حرم الله تعالى صار مشركا سورة الأنعام 122 - 123 ثم قال تعالى * (أو من كان ميتا فأحييناه) * يعني من كان ضالا كافرا فهديناه إلى الإسلام والتوحيد " وجعلنا له نورا يمشي في الناس " يعني أكرمناه بالمغفرة ويقال جعلنا له إيمانا يهتدي به إلى سبيل الخيرات والنجاة * (يمشي به في الناس) * يعني مع المؤمنين ويقال أعطيناه نورا يوم القيامة يمشي به على الصراط مع المؤمنين ولا يكون حاله * (كمن مثله في الظلمات) * يعني كمن قدر عليه الكفر ونزل في الكفر مخذولا * (ليس بخارج منها) * يعني ليس براجع منها قال الكلبي نزلت في عمار بن ياسر يعني ليس حاله كحال الكفار وقال مقاتل يعني به النبي صلى الله عليه وسلم ليس مثل أبي جهل بن هشام الذي بقي في الكفر ويقال يعني جميع المؤمنين ليس حالهم كحال الكفار قرأ نافع * (أو من كان ميتا) * بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف ومعناهما واحد ثم قال * (كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) * يعني هكذا يعاقب من اختار الكفر على الإيمان فيختم على قلبه مجازاة لكفره ثم قال * (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها) * يعني جعلنا مجرميها أكابرها وجبابرتها كما جعلنا في أهل مكة وهذا معطوف على ما قبله أي مثل ذلك جعلنا في كل قرية كما زين للكافرين * (ليمكروا فيها) * يعني ليتكبروا فيها ويكذبوا رسلهم * (وما يمكرون) * يعني وما يصنعون ذلك * (إلا بأنفسهم) * أي إلا على أنفسهم * (وما يشعرون) * أن ذلك على أنفسهم سورة الأنعام 124 - 125 قوله تعالى * (وإذا جاءتهم آية) * يعني الأكابر الذين سبق ذكرهم ويقال كفار مكة إذا
(٤٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 497 498 499 500 501 502 503 ... » »»