تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٩٠
قوله تعالى * (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي) * يعني أنها من العوامل أو من غير العوامل * (إن البقر تشابه علينا) * يعني تشاكل علينا في أسنانها * (وإنا إن شاء الله لمهتدون) * يعني نهتدي للقاتل أو يقال لمهتدون إلى البقرة أي ندركها بمشيئة الله تعالى وروي عن ابن عباس أنه قال لولا أنهم استثنوا لم يدركوها) وروى عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لو أن بني إسرائيل أخذوا أدنى بقرة لأجزأت عنهم ولولا أنهم قالوا * (وإنا إن شاء الله لمهتدون) * ما وجدوها " قال " لهم موسى إن ربكم " يقول إنها بقرة ذلول " يعني لم يذللها العمل وقال أهل اللغة الذلول في الدواب مثل الذليل في الناس يقال رجل ذليل بين الذل ودابة ذلول بينة الذل * (تثير الأرض) * يعني تقلبها للزراعة ويقال للبقرة المثيرة * (ولا تسقي الحرث) * يعني لا يسقى عليها الحرث أي لا يستسقى عليها الماء لسقي الزرع ومعناه أن هذه البقرة لم تكن تعمل شيئا من هذه الأعمال * (مسلمة) * يعني مهذبة سليمة من العيوب ويقال مسلمة من الألوان * (لا شية فيها) * يعني لا عيب فيها ويقال لا وضح ولا سواد ولا بياض ولا لون سوى الصفرة وقال أهل اللغة أصله من وشى الثوب وأصله في اللغة لا وشية فيها ولكن حذفت الواو منها للخفة مثل عدة وزنة فلما وصف لهم موسى تلك * (قالوا الآن جئت بالحق) * يعني الآن أتممت الصفة ويقال الآن جئت بالصفة التي كنا نطلب * (فذبحوها) * يعني البقرة * (وما كادوا يفعلون) * يعني كادوا أن لا يذبحوها وقد قيل إنما لم يريدوا أن يذبحوها لأن كل واحد منهم خشي أن يظهر القاتل من قبيلته وقال بعضهم * (وما كادوا يفعلون) * لغلاء ثمن البقرة لأنهم كانوا لا يدركون بقرة بتلك الصفة وروي عن وهب بن منبه أنه قال لم توجد تلك البقرة إلا عند فتى من بني إسرائيل كان بارا بوالديه وكان يصلي ثلث الليل وينام ثلث الليل ويجلس عند رأس أمه ويقول لها إن لم تقدري على القيام فسبحي الله وهللي وكان ورث من أبيه بقرة فلم يجد أهل تلك القرية بقرة على تلك الصفة إلا هذه البقرة فاشتروها بملئ مسكها دنانير وقال بعضهم كان رجل يبيع الجوهر فجاءه إبليس يوما من الأيام بجراب من اللؤلؤ فعرض عليه وأراد أن يبيع منه بمائة ألف وكان ذلك يساوي مائتي ألف فلما أراد أن يشتري فإذا مفتاح الصندوق كان تحت رأس أبيه وهو نائم فذهب ليوقظه ليرفع المفتاح فيدفع الثمن ثم قال في نفسه كيف أوقظ أبي لأجل ربح مائة ألف ولم يحتمل قلبه فرجع فقال أبي نائم فقال له إبليس اذهب فأيقظه فإني إبيع منك بخمسين ألفا فذهب ليوقظه فلم يحتمل قلبه فرجع فلا
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»