تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٩٤
أسلمت وروي في الخبر أن الإنسان إذا ركب دابته ولم يذكر الله تعالى صكه الشيطان في قفاه ويقول له تغن فإن لم يحسن الغناء يقول له تمن يعني تكلم بالباطل * (وإن هم إلا يظنون) * يعني السفلة لأنه قد ظهر لهم الكذب من رؤسائهم فكانوا يشكون في أحاديثهم وكانوا يظنون من غير يقين وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إياكم والظن فإنه من أكذب الحديث سورة البقرة آية 79 قوله تعالى * (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) * الويل الشدة من العذاب ويقال الويل كلمة تستعمل عند الشدة ويقال يا ويلاه ويقال الويل واد في جهنم قال حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جعفر أنه قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا وكيع عن سفيان عن زياد عن ابن عباس قال الويل واد في أصل جهنم يسيل فيه صديدهم وإنما صار رفعا بالابتداء وقال الزجاج ولو كان هذا في غير القرآن لجاز فويلا على معنى فجعل ويلا للذين إلا أنه لم يقرأ وذلك أن رؤساء اليهود محوا نعت محمد صلى الله عليه وسلم وكتبوا سوى نعته * (ثم يقولون) * للسفلة * (هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا) * يعني عرضا يسيرا من مال الدنيا وروي عن إبراهيم النخعي أنه كره أن يكتب المصحف بالأجرة وتأول هذه الآية * (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم) * إلى قوله * (ليشتروا به ثمنا قليلا) * وغيره من العلماء أباحه ثم قال * (فويل لهم مما كتبت أيديهم) * يعني مما يصيبهم من العذاب * (وويل لهم مما يكسبون) * يعني مما يصيبون فجعل لهم الويل ثلاث مرات سورة البقرة آية 80 قوله تعالى * (وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) * روي عن الضحاك أنه قال لم يكن أحد من الكفار أجرأ على الله تعالى من اليهود حين قالوا " عزيز ابن الله " التوبة 30
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»