تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٦٩
الله تعالى وآيسه فأنزل * (فسأكتبها للذين يتقون) * يعني فسأقضيها وسأوجهها للذين يتقون الشرك * (ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون) * وقالت اليهود والنصارى نحن آمنا بالآيات وهي التوراة والإنجيل ونعطي الزكاة فهذه الرحمة لنا فأكذبهم الله تعالى فنزل * (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) * الآية ويقال " ورحمتي وسعت كل شيء " يعني طمع كل قوم برحمتي وأنا أوجبتها للمؤمنين وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين يتقون الشرك * (ويؤتون الزكاة) * * (والذين هم بآياتنا يؤمنون) * يعني يصدقون بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن سورة الأعراف 157 قوله تعالى * (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم الذي لا يكتب ولا يقرأ الكتب قال الزجاج * (الأمي) * الذي هو على خلقه أمه لم يتعلم الكتابة وهو على جبلته ويقال إنما سمى محمد أميا لأنه كان من أم القرى وهي مكة ثم قال " الذين يجدونه مكتوبا عندهم " يعني يجدون نعته وصفته * (مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف) * يعني شرائع الإسلام وبالتوحيد * (وينهاهم عن المنكر) * عن الشرك وما لا يعرف في الشريعة ولا السنة * (ويحل لهم الطيبات) * يعني يرخص لهم الحلالات من اللحوم والشحوم وأشبهاهما * (ويحرم عليهم الخبائث) * يعني ويبين لهم الحرام الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر * (ويضع عنهم إصرهم) * يعني ثقلهم من العهود قرأ ابن عامر " آصارهم " على معنى الجماعة وأصل الإصر الثقل فسمي العهد إصرا لأن حفظ العهد يكون ثقيلا ويقال يعني الأمور التي كانت عليهم في الشرائع ويقال هو ما عهد عليهم من تحريم الطيبات ثم قال * (والأغلال التي كانت عليهم) * وهي كناية عن أمور شديدة لأن في الشريعة الأولى كان الواحد منهم إذا أصابه البول في ثوبه وجب قطعه وكان عليهم ألا يعملوا في السبت وغير ذلك من الأعمال الشديدة فوضع عنهم ذلك ثم قال * (فالذين آمنوا به) * يعني صدقوه وأقروا بنبوته * (وعزروه) * يعني عظموه وشرفوه ويقال أعانوه * (ونصروه) * بالسيف * (واتبعوا النور) * يعني القرآن * (الذي أنزل معه أولئك) * يعني أهل هذه الصفة * (هم المفلحون) * الناجون في الآخرة وهم في الرحمة التي قال الله تعالى " ورحمتي وسعت كل شيء " الأعراف 156
(٥٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 564 565 566 567 568 569 570 571 572 573 574 ... » »»