تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٦٠
مقاتل يعني بالكلمة التي ذكرها في سورة القصص " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة الورثين " القصص 5 وقال الكلبي * (وتمت كلمة ربك) * يعني نعمة ربك * (الحسنى) * يعني أنهم يجزون الحسنى الجنة * (بما صبروا) * ولم يدخلوا في دين فرعون ويقال * (وتمت كلمة ربك) * يعني ما وعدهم الله من إهلاك عدوهم واستخلافهم ثم قال * (ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه) * يعني أهلكنا ما كان يصنع فرعون وقومه وأبطلنا كيده ومكره * (وما كانوا يعرشون) * يعني أهلكنا ما كانوا يبنون من البيوت والكروم وقرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر * (يعرشون) * بضم الراء وقرأ الباقون بالكسر ومعناهما واحد سورة الأعراف 138 - 141 قوله تعالى * (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم) * يقول مروا على قوم * (يعكفون على أصنام لهم) * يعني يعبدون الأصنام ويقومون على عبادتها وكل من يلازم شيئا ويواظب عليه يقال عكفه ولهذا سمي الملازم للمسجد معتكفا * (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها) * قال الجهال من بني إسرائيل لموسى * (اجعل لنا إلها) * نعبده * (كما لهم آلهة) * يعبدونها " قال " لهم موسى * (إنكم قوم تجهلون) * يعني تكلمتم بغير علم وعقل وجهلتم الأمر قوله تعالى * (إن هؤلاء متبر ما هم فيه) * يعني مهلكا مفسدا ما هم فيه من عبادة الأصنام * (وباطل) * يعني ضلال * (ما كانوا يعملون) * والتبار الهلاك كقوله تعالى * (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) * نوح 28 أي هلاكا ثم " قال " تعالى لهم قل * (أغير الله أبغيكم إلها) * يعني أسوى الله آمركم أن تعبدوا وتتخذوا إلها * (وهو فضلكم على العالمين) * يعني على عالمي زمانكم يعني أنه قد أحسن إليكم فلا تعرفون إحسانه وتطلبون عبادة غيره وهم الذين كانوا أجابوا السامري حيث دعاهم إلى عبادة العجل بعد انطلاق موسى إلى الجبل ثم ذكرهم النعم فقال عز وجل * (وإذ أنجيناكم) * يعني اذكروا حيث أنجاكم الله " من آل
(٥٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 565 ... » »»