تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٥٢٣
عملت يداك * (ولا تجد أكثرهم شاكرين) * يعني ذرية آدم عليه السلام لا يكونون شاكرين لنعمتك ويقال * (شاكرين) * يعني مؤمنين وقال في آية أخرى * (وقليل من عبادي الشكور) * سبأ 13 وقال " ولقد صدق إبليس ظنه " سبأ 20 * (قال اخرج منها مذؤوما مدحورا) * قال الكلبي ومقاتل يعني اخرج من الجنة * (مذؤوما) * أي معيبا * (مدحورا) * يعني مطرودا وقال الزجاج * (مذؤوما) * يعني مذموما يقال ذأمت الرجل وذممته إذا عبته * (مدحورا) * يعني مبعدا من رحمة الله تعالى * (لمن تبعك منهم) * يعني من أطاعك فيما دعوته إليه واللام زيادة للتأكيد * (لأملأن جهنم منكم أجمعين) * يعني ممن أطاعك منهم من الجن والإنس ويكون هذا اللفظ بمعنى القسم والتأكيد وأنه يفعل ذلك لا محالة سورة الأنعام 19 - 25 قوله تعالى * (يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) * يعني وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة * (فكلا من حيث شئتما) * يعني من حيث أحببتما موسعا عليكما * (ولا تقربا هذه الشجرة) * يعني ولا تأكلا من هذه الشجرة * (فتكونا من الظالمين) * يعني فتصيرا من الضارين بأنفسكما قوله تعالى * (فوسوس لهما الشيطان) * يعني زين لهما الشيطان " ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما " يعني أراد إبليس بالوسوسة ليظهر ما ستر من عوراتهما والسوأة كناية عن العورة وذلك أن إبليس لما رأى محسوده في الجنة ورأي نفسه طريدا لم يصبر واحتال لإخراجهما فأتاهما * (وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين) * يعني أنكما لو أكلتما تصيران كالملكين لا تموتان أبدا أو تكونان كالملائكة وتعلمان الخير والشر * (أو تكونا من الخالدين) * يعني إن لم تكونا ملكين فتكونا من الخالدين لا تموتان أبدا وقرأ بعضهم * (ملكين) * بالخفض كما قال في آية أخرى * (وملك لا يبلى) * طه 120 وهي قراءة يحيى بن أبي كثير قوله تعالى * (وقاسمهما) * يعني حلف لهما * (إني لكما لمن الناصحين) * بأنها شجرة الخلد من أكل منها لم يمت وكان آدم لم يعلم أن أحدا يحلف بالله كاذبا * (فدلاهما بغرور) *
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»