تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٥٦
منذ يموت إلى يوم البعث فهو مكتوب في اللوح المحفوظ فهذا قول مقاتل والحسن وقال عكرمة * (أجلا) * يعني أجل الدنيا * (وأجل مسمى) * يعني أجل الآخرة وهكذا قال سعيد بن جبير ويقال * (أجلا) * يعني أجل واحد * (وأجل مسمى) * يعني يوم القيامة * (ثم أنتم تمترون) * يعني تشكون في البعث بعد الموت وفي الأجل المسمى ثم قال * (وهو الله في السماوات وفي الأرض) * يعني هو المتفرد بالتدبير في السماوات * (وفي الأرض) * وهذا كقوله * (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) * الزخرف 84 يعني وهو خالق السماوات والأرض ويقال هو الذي يوحد ويقر بوحدانيته أهل السماوات والأرض ويقال عالم بما في السماوات وبما في الأرض * (يعلم سركم) * يعني يعلم سر أعمالكم * (وجهركم) * يعني علانيتكم * (ويعلم ما تكسبون) * من الخير والشر فيجازيكم بذلك سورة الأنعام 4 - 6 ثم أخبر عن أمر المشركين فقال * (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين) * ولم يتفكروا فيها ليعتبروا في توحيد الله تعالى وذلك أن مشركي مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم علامة وقالوا إنا نريد أن تدعو لينشق القمر نصفين لنؤمن بك وبربك ونصدقك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فانشق القمر نصفين وذهب أحد النصفين إلى جانب حراء والآخر إلى جانب آخر وهم ينظرون إليه وقال ابن مسعود أنا رأيت حراء بين فلقتي القمر فأعرضوا عنه فلم يؤمنوا وقالوا هذا سحر مبين فنزلت " اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا " القمر 1 - 2 ونزلت هذه الآية * (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم) * يعني انشقاق القمر * (إلا كانوا عنها معرضين) * يقول الله تعالى * (فقد كذبوا بالحق لما جاءهم) * يعني بالقرآن حين جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم واستهزؤوا بالقرآن بأنه ليس من الله تعالى " فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون " يعني سيعلمون جزاء تكذيبهم واستهزائهم بالقرآن بأنه ليس من الله تعالى ويقال يأتيهم أخبار " ما كانوا به يستهزئون " من العذاب حين رأوها معاينة فهذا وعيد لهم أنه يصل إليهم العذاب إما في الدنيا وإما في الآخرة ثم وعظهم ليخافوا ويرجعوا فقال * (ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن) * يعني من قبل كفار مكة * (مكناهم في الأرض) * يعني مكناهم وأعطيناهم من المال والولد " ما لم نمكن
(٤٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 ... » »»