تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٥٩
سورة الأنعام 13 - 16 ثم عظم نفسه فقال * (وله ما سكن) * يعني ما استقر * (في الليل والنهار) * من الدواب والطير في البحر والبر فمنها ما يستقر بالليل وينتشر بالنهار ومنها ما يستقر بالنهار وينتشر الليل ثم قال * (وهو السميع العليم) * يعني * (السميع) * لمقالتهم * (العليم) * بعقوبتهم ثم قال * (قل أغير الله أتخذ وليا) * يعني ربا وذلك أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن آباءك كانوا على مذهبنا وديننا وإنما تركت أنت مذهبهم ودينهم للحاجة فارجع إلى مذهب آبائك حتى نعينك بالمال فنزل * (قل أغير الله أتخذ وليا) * يعني أعبد ربا * (فاطر السماوات والأرض) * يعني خالق السماوات والأرض ويقال مبتدئهما ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه على ابتداء الخلقة وهو الإقرار بالله حين أخذ عليهم العهد في أصلاب آباءهم وإنما صار * (فاطر) * كسرا لأنه من صفة الله تعالى يعني أغير الله فاطر السماوات والأرض وقال الزجاج يجوز الضم على معنى هو فاطر السماوات والأرض ويجوز النصب على معنى اذكروا فاطر السماوات إلا أن الاختيار الكسر ثم قال * (وهو يطعم ولا يطعم) * يعني يرزق الخلق ولا يرزق ويقال هو يرزق ولا يعان على رزق الخلق وقرأ بعضهم " يطعهم ولا يطعم " بنصب الياء يعني يرزق ولا يأكل ثم قال * (قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم) * من أهل مكة يعني أول من أسلم من أهل مكة واستقام على التوحيد * (ولا تكونن من المشركين) * يعني قال لي ربي لا تكونن من المشركين بقولهم ارجع إلى دين آبائك قوله تعالى * (قل إني أخاف إن عصيت ربي) * يعني إني أعلم إن عصيت ربي فرجعت إلى دين آبائي وعبدت غيره * (عذاب يوم عظيم) * يعني عذابا شديدا في يوم القيامة * (من يصرف عنه) * سوء العذاب * (يومئذ فقد رحمه) * يعني غفر له وعصمه قرأ ابن كثير ونافع وأبو عامر وعاصم في رواية حفص * (من يصرف عنه) * بضم الياء ونصب الراء على معنى
(٤٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 454 455 456 457 458 459 460 461 462 463 464 ... » »»