تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٨
فلهذا سمى نفسه رحمانا لأن رحمته وسعت كل شيء فلا يجوز أن يقال لغير الله تعالى الرحمن لأن هذا الوصف لا يوجد لغيره وأما * (الرحيم) * فالرفيق بالمؤمنين خاصة يستر عليهم ذنوبهم في الدنيا ويرحمهم في الآخرة ويدخلهم الجنة وقيل أيضا إنما سمى نفسه رحيما لأنه لا يكلف عباده جميع ما لا يطيقون وكل ملك يكلف عباده جميع ما لا يطيقون فليس برحيم وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في قوله * (بسم الله) * (اسمه شفاء من كل دواء) وعون على كل داء وأما * (الرحمن) * فهو عون لمن آمن به فهو اسم لم يسم به غيره وأما * (الرحيم) * فلمن تاب وآمن وعمل صالحا وقد فسره بعضهم على الحروف وروى عبد الرحمن المدني عن عبد الله بن عمر أن عثمان بن عفان رضي الله عنهم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفسير * (بسم الله الرحمن الرحيم) * فقال أما (الباء فبلاء الله وروحه ونضرته وبهاؤه وأما السين فسناء الله وأما الميم فملك الله وأما الله فلا إله غيره وأما الرحمن فالعاطف على البر والفاجر من خلقه وأما الرحيم فالرفيق بالمؤمنين خاصة) وروي عن كعب الأحبار أنه قال (الباء بهاؤه والسين سناؤه فلا شيء أعلى منه والميم ملكه وهو على كل شيء قدير فلا شيء يعازه) وقد قيل إن كل حرف هو افتتاح اسم من أسمائه فالباء مفتاح اسمه بصير والسين مفتاح اسمه سميع والميم مفتاح اسمه مليك وقيل مجيد والألف مفتاح اسمه الله واللام مفتاح اسمه لطيف والهاء مفتاح اسمه هادي والراء مفتاح اسمه رزاق والحاء مفتاح اسمه حليم والنون مفتاح اسمه نور ومعنى هذا كله ودعاء الله تعالى عند الافتتاح
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»