تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٣٧
سورة هود " بسم الله مجريها ومرسها " هود 41 كتب بسم الله فلما نزل في سورة بني إسرائيل * (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) * الإسراء 110 كتب بسم الله الرحمن فلما نزل في سورة النمل " إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم " النمل 30 كتب بسم الله الرحمن الرحيم ففي هذا الخبر دليل على أنه ليس من أول كل سورة ولكنه بعض آية من كتاب الله تعالى من سورة النمل فأما تفسير قوله * (بسم الله) * له يعني بدأت باسم الله ولكن لم يذكر بدأت لأن الحال ينبئ أنك مبتدئ فيستغنى عن ذكره وأصله باسم الله بالألف ولكن حذفت من الاسم لكثرة الاستعمال لأنها ألف وصل وليست بأصلية بدليل أنها تسقط عند التصغير فتقول سمي وقال بعضهم معنى قوله * (بسم الله) * يعني بدأت بعون الله وتوفيقه وبركته وهذا تعليم من الله تعالى لعباده ليذكروا اسم الله تعالى عند افتتاح القراءة وغيرها حتى يكون الافتتاح ببركة اسم الله وقوله * (الله) * هو اسم موضوع ليس له اشتقاق وهو أجل من أن يذكر له اشتقاق وهو قول الكسائي قال أبو الليث رحمه الله هكذا سمعت أبا جعفر يقول روي عن محمد بن الحسن أنه قال هو اسم موضوع ليس له اشتقاق وروي عن الضحاك أنه قال إنما سمي * (الله) * إلها لأن الخلق يألهون إليه في قضاء حوائجهم ويتضرعون إليه عند شدائدهم وذكر عن الخليل بن أحمد البصري أنه قال لأن الخلق يألهون إليه بنصب اللام ويألهون بكسر اللام أيضا وهما لغتان وقيل أيضا إنه إنما اشتق من الارتفاع فكانت العرب تقول للشيء المرتفع لاه وكانوا يقولون إذا طلعت الشمس طلعت لاهة وغربت لاهة وقيل أيضا إنما سمي * (الله) * لأنه لا تدركه الأبصار ولاه معناه احتجب كما قال القائل (لاه ربي عن الخلائق طرا * لا يرى خالق الخلق وهو يرى) وقيل إنما سمي * (الله) * لأنه يوله قلوب العباد بحبه فأما " الرحمن فالعاطف على جميع خلقه بالرزق لهم ولا يزيد في رزق التقي لأجل تقواه ولا ينقص من رزق الفاجر لأجل فجوره وما كان في لغة العرب على ميزان فعلان يراد به المبالغة في وصفه كما يقال شبعان من شبع وغضبان من غضب إذا امتلأ غضبا
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»