تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٤٢٤
أذن وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في المسجد يصلون بين قائم وراكع وساجد فإذا هو بمسكين يسأل الناس فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال هل أعطاك أحد شيئا قال نعم قال ماذا قال خاتم فضة قال ومن أعطاك قال ذلك المصلي قال في أي حال أعطاك قال أعطاني وهو راكع فنظر فإذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن سلام * (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * يعني يتصدقون في حال ركوعهم حيث أشار علي بخاتمه إلى المسكين حتى نزع من أصبعه وهو في ركوعه ويقال يراد به جميع المسلمين أنهم يصلون ويؤدون الزكاة ثم قال * (ومن يتول الله ورسوله) * يعني يجعل الله ناصره ويجالس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه * (فإن حزب الله) * يعني جند الله * (هم الغالبون) * قال محمد بن إسحاق نزلت هذه الآية في عبادة بن الصامت حين تبرأ من ولاية اليهود يعني يهود بني قينقاع وتولى الله ورسوله فأخبر الله تعالى أن العاقبة لمن يتولى الله ورسوله * (والذين آمنوا) * فإن الله ينصر أولياءه ويبطل كيد الكافرين فذلك قوله تعالى * (فإن حزب الله هم الغالبون) * يعني هم القاهرون الظاهرون على أعدائه والعاقبة لهم سورة المائدة الآيات 57 - 58 وقوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا) * يعني الذين آمنوا بلسانهم ولم يؤمنوا بقلوبهم ويقال أراد به المخلصين نهاهم الله تعالى عن ولاية الكفار وروى محمد بن إسحاق بإسناده عن عبد الله بن عباس قال كان رفاعة بن زيد بن ثابت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ونافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما فأنزل الله تعالى * (لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم) * الإسلام * (هزوا ولعبا) * يعني سخرية وباطلا * (من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار) * يعني مشركي العرب * (أولياء) * قرأ أبو عمرو والكسائي * (والكفار) * بالخفض وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالخفض فمعناه من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الكفار أولياء ومن قرأ بالنصب فهو معطوف على قوله " لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم ولا تتخذوا الكفار أولياء " ثم قال * (واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) * يعني إن كنتم مؤمنين فلا تتخذوا الكفار أولياء
(٤٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 429 ... » »»