من حدثك أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي فقد كذب ثم قرأت * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * الآية ثم قال تعالى * (والله يعصمك من الناس) * يعني اليهود ويقال كيد الكفار وروى أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرسه أصحابه بالليل حتى نزلت هذه الآية فخرج إليهم وقال لا تحرسوني فإن الله قد عصمني من الناس ثم قال * (إن الله لا يهدي القوم الكافرين) * يعني لا يرشدهم إلى دينه ويقال لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم لا أبالي من خذلني من اليهود ومن نصرني قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر " فما بلغت رسالاته " بلفظ الجماعة وقرأ الباقون بلفظ الوحدان لأن الواحد يغني عن الجماعة سورة المائدة الآية 68 ثم علمه كيف يبلغ الرسالة فقال تعالى " قل يا أهل الكتاب لستم على شيء " من الدين ولا ثواب لأعمالكم * (حتى تقيموا التوراة والإنجيل) * يعني تعملوا بما في التوراة والإنجيل * (وما أنزل إليكم من ربكم) * يعني حتى تقروا بما أنزل على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن تعملون به ثم قال * (وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك) * من القرآن * (من ربك طغيانا وكفرا) * يعني تماديا بالمعصية وكفرا بالقرآن يعني إنما عليك تبليغ الرسالة والموعظة فإن لم ينفعهم ذلك فليس عليك شيء * (فلا تأس على القوم الكافرين) * يعني لا تحزن عليهم إن كذبوك وروى محمد بن إسحاق بإسناده عن ابن عباس أنه قال جاء رافع بن حارثه وسلام بن مشكم ومالك بن الضيف وقالوا يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا من التوراة وتشهد أنها من الله حق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم ما فيها مما أخذ عليكم من الميثاق وكتمتم منها ما أمرتم أن تبينوه للناس فبرئت من أحداثكم فقالوا فإنا قد آمنا بما في أيدينا وإنا على الهدى والحق فلا نؤمن بك فنزل " يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل " سورة المائدة الآيات
(٤٢٩)