قوله تعالى * (ثم توفى كل نفس) * يعني توفى وتجازى كل نفس ما عملت من خير أو شر * (وهم لا يظلمون) * يعني لا ينقصون من ثواب أعمالهم شيئا ثم قال * (أفمن اتبع رضوان الله) * قال الكلبي يعني أفمن أخذ الحلال من الغنيمة * (كمن باء بسخط من الله) * يعني كمن استوجب سخطا من الله بأخذ الغلول من الغنائم ثم بين مستقر من غل من الغنيمة ومن أخذ من الحلال فقال لمن غل * (ومأواه جهنم وبئس المصير) * الذي صاروا إليه يعني النار وقال لمن أخذ من الحلال * ( هم درجات عند الله) * يعني لهم درجات عند الله في الجنة ويقال هم ذوو درجات عند الله * (والله بصير بما يعملون) * يعني بمن غل وبمن لم يغل وقال القتبي هم طبقات عند الله في الفضل فبعضهم أرفع من بعض وقال أبو عبيدة والكسائي لهم درجات عند الله ويقال لمن لم يغل درجات في الجنة ولمن غل دركات في النار سورة آل عمران الآية 164 قوله تعالى * (لقد من الله على المؤمنين) * يعني أنعم الله على المؤمنين * (إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم) * يعني من أصلهم ونسبهم من العرب يعرفون نسبه ويقال * (من أنفسهم) * يعني من جنسهم من بني آدم ولم يجعله من الملائكة وإنما خاطب بذلك المؤمنين خاصة لأن المؤمنين هم الذين صدقوه فكأنه منهم وقرئ في الشاذ * (من أنفسكم) * بنصب الفاء يعني من أشرفهم وقد كانت له فضيلة في ثلاثة أشياء أحدها أنه كان من نسب شريف لأنهم اتفقوا أن العرب أفضل ثم من العرب قريش ثم من قريش بنو هاشم فجعله من بني هاشم والثاني أنه كان أمينا فيهم قبل الوحي والثالث أنه كان أميا لكي لا يرتاب فيه الافتعال ثم قال * (يتلو عليهم آياته) * يعني يعرض عليهم القرآن * (ويزكيهم) * يعني يأخذ منهم الزكاة ليطهر أموالهم ويقال يعني يطهرهم من الذنوب والشرك ويقال * (ويزكيهم) * يعني يأمرهم بكلمة الإخلاص وهي قول لا إله إلا الله ثم قال * (ويعلمهم الكتاب) * يعني القرآن * (والحكمة) * يعني الفقه وبيان الحلال والحرام * (وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) * يعني وقد كانوا من قبل مجيء محمد صلى الله عليه وسلم لفي خطأ بين سورة آل عمران الآية 165
(٢٨٧)