تفسير السمرقندي - أبو الليث السمرقندي - ج ١ - الصفحة ٢٩١
فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم قال والذي نفسي بيده لأخرجن إليهم وإن لم يخرج معي منكم أحد قال فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم للميعاد ومعه نحوا من سبعين رجلا حتى انتهوا إلى ذلك الموضع وكان هنالك سوق فلم يخرج أحد من أهل مكة فتسوقوا من السوق حاجتهم وانصرفوا فنزل قوله تعالى * (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح) * يعني بعدما أصابتهم الجراحات يوم أحد * (للذين أحسنوا منهم) * أي الذين أوفوا الميعاد * (واتقوا) * السخط في معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم * (أجر عظيم) * أي ثواب كثير قوله تعالى * (الذين قال لهم الناس) * يعني نعيم بن مسعود وإنما أراد به جنس الناس وكان رجلا واحدا * (إن الناس قد جمعوا لكم) * يعني أبا سفيان وأصحابه * (فاخشوهم) * يعني ولا تخرجوا إليهم * (فزادهم إيمانا) * يعني تصديقا ويقينا وجرأة على القتال * (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) * يعني ثقتنا بالله وأيقنوا أن الله لا يخذل محمدا صلى الله عليه وسلم * (ونعم الوكيل) * أي ونعم الثقة لنا * (فانقلبوا) * أي انصرفوا * (بنعمة من الله) * يعني بأجر من الله * (وفضل) * يعني ما تسوقوا به من السوق واشتروا الأشياء بسعر رخيص " لمن يمسسهم سوء " يعني قتال " وابتعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " يعني ذو من عظيم وقال في رواية الضحاك كان ذلك يوم أحد لما انهزمت قريش ونزلت في مواضع وكثرت الجراحات في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج إليهم فأجابه سبعون رجلا فنزلت هذه الآية قوله تعالى * (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه) * يعني نعيم بن مسعود لأن كل عات متمرد شيطان يخوف أولياءه يعني بأوليائه الكفار ويقال يخوف أشكاله وقال الزجاج * (إنما ذلكم الشيطان) * يعني ذلك التخويف عمل الشيطان يخوفكم بأوليائه وقال القتبي * (يخوف أولياءه) * يعني بأوليائه كما قال * (لينذر بأسا شديدا) * الكهف 2 أي لينذركم ببأس شديد ثم قال تعالى * (فلا تخافوهم) * في الخروج * (وخافون) * في القعود * (إن كنتم مؤمنين) * أي مصدقين قال الزجاج معناه إن كنتم مصدقين فقد أعلمتكم أني أنصركم عليهم سورة آل عمران 176 قوله تعالى * (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) * قال الكلبي يعني به المنافقين ورؤساء اليهود كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم في الكتاب فنزل * (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) * ويقال إن أهل الكتاب لما لم يؤمنوا شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الناس ينظرون إليهم ويقولون إنهم أهل الكتاب فلو كان قوله حقا لاتبعوه فنزلت هذه الآية ويقال نزلت في مشركي قريش لأنهم كانوا أقرباءه والناس يقولون لو كان قوله حقا لاتبعه أقرباؤه فشق ذلك عليه فنزلت * (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) * يعني يبادرون في
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»