الأرض النبات ويقال جميع من في السماوات والأرض عبيده وفي ملكه " والله على كل شيء قدير " من النبات وغيره ويقال هذا معطوف على أول الكلام أنهم لا ينجون من عذابه يأخذهم متى شاء لأنه على كل شيء قدير سورة آل عمران 190 - 191 قوله تعالى * (إن في خلق السماوات والأرض) * وذلك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية لصحة دعواه لأنه كان يدعوهم إلى عبادة الله وحده فنزل * (إن في خلق السماوات والأرض) * أي خلقين عظيمين ويقال فيما خلق في السماوات من الشمس والقمر والنجوم وما خلق في الأرض من الجبال والبحار والأشجار * (واختلاف الليل والنهار) * يعني ذهاب الليل ومجئ النهار ويقال اختلاف لونيهما * (لآيات) * لعبرات * (لأولي الألباب) * لذوي العقول قوله تعالى * (الذين يذكرون الله قياما وقعودا) * يعني يصلون لله قياما إن استطاعوا على القيام وقعودا إن لم يستطيعوا القيام * (وعلى جنوبهم) * إن لم يستطيعوا القعود لزمانه بهم ويقال معناه الذين يذكرون الله في الأحوال كلها في حال القيام والقعود والاضطجاع كما قال في آية أخرى * (اذكروا الله ذكرا كثيرا) * الأحزاب 41 ثم قال تعالى * (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض) * يعني يعتبرون في خلقهما قال حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا السراج قال حدثنا قتيبة قال حدثنا ابن زرارة الحلبي عن أبي حباب عن عطاء بن أبي رباح قال دخلت مع ابن عمر وعبيد بن عمير على عائشة فسلمنا عليها فقالت من هؤلاء فقلت عبد الله بن عمر وعبيد الله بن عمير فقالت مرحبا بك يا عبيد بن عمير ما لك لا تزورنا فقال عبيد زر غبا تزدد حبا فقال ابن عمر دعونا من هذا حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت بكاء شديدا ثم قالت كل أمره عجب أتاني في ليلتي فدخل في فراشي حتى ألصق جلده بجلدي فقال يا عائشة أتأذنين لي أن أعبد لربي فقلت والله إني أحب قربك وإني لأحب هواك فقام إلى قربة ماء فتوضأ منها ثم قام فبكى وهو قائم حتى روت الدموع حجره ثم اتكأ على شقه الأيمن ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن فبكى حتى روت الدموع الأرض ثم أتاه بلال بعدما أذن للفجر فلما رآه يبكي قال أتبكي يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال يا بلال أفلا أكون عبدا شكورا وما لي لا أبكي وقد أنزلت علي الليلة " وأن
(٢٩٨)