وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس المسكين بالطواف، الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل، ولا يفطن له فيعطى، ولا يجد غنى يغنيه ".
قال أبو جعفر: قال علي بن سليمان: الفقير، مشتق من قولهم: فقرت له فقرة من مالي، أي أعطيته قطعة، فالفقير (على هذا) الذي له قطعة من المال. والمسكين: مأخوذ من السكون، كأنه بمنزلة من لا حركة له.
وقال بعض الفقهاء: المسكين: الذي له شئ واحتج بقول الله عز وجل: أما السفينة فكانت لمساكين يعلمون في البحر.
قال أبو جعفر: وهذا الاحتجاج لا يلزم، لأنك تقول: هذا التمر لهذه النخلة، وهذا البيت لهذه الدار، لا تريد الملك، فيجوز أن يكون قيل " لمساكين " لأنهم كانوا يعلمون فيها.