تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ١٠ - الصفحة ٣٣٣٧
الوضوء، ولا يكون لاحد من الأمم غيرهم، واعرفهم يؤتون كتبهم بايمانهم، واعرفهم بسيماهم في وجوههم، واعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم ودريتهم.
18821 حدثنا أبي، حدثنا عبدة بن سليمان، حدثنا ابن المبارك، حدثنا صفوان بن عمرو، حدثنا سليم ابن عامر قال: خرجنا على جنازة في باب دمشق، ومعنا أبو امامة الباهلي، فلما صلى على الجنازة واخذوا في دفنها، قال أبو امامة: أيها الناس، انكم قد أصبحتم وامسيتم في منزل تقتسمون فيه الحسنات والسيئات، وتوشكون ان تظعنوا منه إلى منزل اخر، وهو هذا يشير إلى القبر بيت الوحدة، وبيت الظلمة، وبيت الدود، وبيت الضيق، الا ما وسع الله، ثم تنتقلون منه إلى مواطن يوم القيامة، فإنكم في بعض تلك المواطن حتى يغشى الناس في امر من الله، فتبيض وجوه وتسود وجوه، ثم تنتقلون منه إلى منزل اخر تغشى الناس ظلمة شديدة، ثم يقسم النور فيعطى المؤمن نورا، ويترك الكافر والمنافق فلا يعطيان شيئا وهو المثل الذي ضربه الله في كتابه قال: أو كظلمات في بحر لجي إلى قوله: فما له من نور فلا يستضيء الكافر والمنافق بنور المؤمن، كما لا يستضيء الأعمى بنور البصير، ويقول المنافقون للذين امنوا: انظروا نقتبس من نوركم، قيل: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا وهي خدعة الله التي خدع بها المنافقين حيث قال: يخادعون الله وهو خادعهم فيرجعون إلى المكان الذي قسم فيه النور. فلا يجدون شيئا، فينصرفون إليهم وقد ضرب بينهم بسور له باب، باطنه فيه الرحمة، وظاهره من قبله العذاب.. الآية يقول سليم بن عامر: فما يزال المنافق مغترا حتى يقسم النور، ويميز الله بين المؤمن والمنافق.
18822 حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن عثمان، حدثنا ابن حيوة، حدثنا أرطأة بن المنذر، حدثنا يوسف بن الحجاج عن أبي امامة قال: تبعث ظلمة يوم القيامة فما من مؤمن ولا كافر يرى كفه، حتى يبعث الله بالنور إلى المؤمنين بقد اعمالهم، فيتبعهم المنافقون فيقولون: انظرونا نقتبس من نوركم.
(٣٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3332 3333 3334 3335 3336 3337 3338 3339 3340 3341 3342 ... » »»