تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ١٠ - الصفحة ٣٢٥٧
رسول الله صلى الله عليه وسلم: والأموات لا يعلمون شيئا من ذلك فقلت: يا رسول الله فمن استثنى الله حين يقول: ففزع من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله؟ قال: أولئك الشهداء وانما يصل الفزع إلى الاحياء وهم احياء، عند ربهم يرزقون الله ووقاهم الله فزع ذلك اليوم، وامنهم منه وهو الذي يقول الله: يا أيها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم إلى قوله: ولكن عذاب الله شديد فينفخ الصور فيصعق أهل السماوات وأهل الأرض الا من شاء الله فإذا هم خمود، ثم يجيء ملك الموت إلى الجبار فيقول: يا رب قد مات أهل السماوات وأهل الأرض الا من شئت، فيقول وهو اعلم: فمن بقي؟ فيقول: يا رب قد بقيت أنت الحي الذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقي جيريل وميكائيل وإسرافيل وبقيت انا فيقول الله: ليمت جبريل وميكائيل وإسرافيل؟ وينطق الله العرش فيقول: يا رب تميت جبريل وميكائيل وإسرافيل؟ فيقول الله له: اسكت، فاني كتبت الموت على من كان تحت عرشي، فيموتون ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار فيقول: يا رب قد مات جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، فيقول الله عز وجل وهو اعلم من بقي؟ فيقول الله له، ليمت حملة عرشي، فيموتون ويأمر الله العرش فيقبض الصور، ثم يأتي ملك الموت الرب عز وجل فيقول: يا رب مات حملة عرشك، فيقول الله وهو اعلم فمن بقي؟ فيقول: يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت، وبقيت انا فيقول الله له: أنت خلق من خلقي خلقتك لما رايت فمت، فيموت فإذا لم يبق الا الله الواحد القهار والصمد الذي لم يلد ولم يولد كان اخرا كما كان أولا طوى السماوات والأرض كطي السجل للكتاب ثم قال بهما فلفهما.
ثم قال: انا الجبار، انا الجبار ثلاث مرات ثم هتف بصوته لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد ثم يقول لنفسه: لله الواحد القهار يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فبسطها وسطحها ثم مدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة فإذا هم في هذه المبدلة من كان في بطنها كان في بطنها، ومن كان على ظهرها كان على ظهرها ثم ينزل الله عليكم ماء من تحت العرش، فيأمر الله السماء ان تمطر، فتمطر أربعين يوما حتى يكون الماء فوقكم اثني عشر ذراعا، ثم يأمر الله الأجساد ان تنبت فتنبت
(٣٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3252 3253 3254 3255 3256 3257 3258 3259 3260 3261 3262 ... » »»