تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٨ - الصفحة ٢٦٢٦
لا؟ ليس بي حبه ولا مظاهرته، قال: قاتل أهل الضلالة أينما وجدتهم وعلى الامام ما حمل وعليك ما حملت. قوله: وعليكم ما حملتم 14757 حدثنا عبد الله بن سليمان، ثنا الحسين بن علي، ثنا عامر، ثنا أسباط، عن السدي وعليكم ما حملتم قال: ان تطيعوه وتعلموا بما امركم. قوله تعالى: وان تطيعوه تهتدوا 14758 أخبرنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إلي، أنبأ إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني عبد الصمد انه سمع وهبا يقول: ان الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له أشعيا، ان قم في قومك بني إسرائيل فاني مطلق لسانك بوحي فقال: يا سماء اسمعي ويا ارض انصتي، فان الله عز وجل يريد ان يقص شان بني إسرائيل، ان قومك يسألون، عن غيبي الكهان والاسرار، واني أريد ان احدث حدثا انا منفذه، فليخبروني متى هو وفي اي زمان يكون، أريد ان أحول الريف إلى الفلاة، والآجام في الغيطان، والأنهار في الصحاري والنعمة في الفقراء، والملك في الرعاة، وابعث أعمى من عميان ابعثه ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، لو يمر إلى جنب السراج لم يطفئه من سكينته، ولو يمشي على القصب اليابس لم يسمع من تحت قدميه، ابعثه مبشرا ونذيرا لا يقول الخنا، افتح به اعينا كما، واذانا صما، وقلوبا غلفا أسدده لكل امر جميل، واهب له كل خلق كريم، واجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة منطقه، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والحق شريعته، والعدل سيرته، والهدى امامه، والاسلام ملته، واحمد اسمه، أهدي به بعد الضلالة، واعلم به بعد الجهالة، وارفع به بعد الخمالة، واعرف به بعد الذكرة، وأكثر به بعد القلة، واغني به بعد العيلة، واجمع به بعد الفرقة، واؤلف به بين أمم متفرقة وقلوب مختلفة، وأهواء متشتتة، واستنقذ به فئاما من الناس عظيما من الهلكة، واجعل أمته خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، موحدين مؤمنين مخلصين، مصدقين بما جاءت به رسلي.
(٢٦٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2621 2622 2623 2624 2625 2626 2627 2628 2629 2630 2631 ... » »»