تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٦ - الصفحة ١٩٠٣
لا ينساها لطلحة قال: فلما سلمت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهو يبرق وجهه من السرور ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك فقلت: امن عند الله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر وجهه استنار حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، ان من توبتي ان انخلع من مالي صدقة إلى الله والى رسوله فقال: امسك سهمي الذي بخيبر فقلت: يا رسول الله ان الله انما أنجاني بالصدق وان من توبتي الا احدث الا صدقا ما بقيت فوالله مااعلم احدا من المسلمين ابلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني والله ما تعمدت من كذبة منذ ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي يومي هذا واني لأرجو ان يعصمني الله فيما بقي قال كعب: وانزل الله على رسوله لقد تاب الله علي النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ماكاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا ان لا ملجا من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم قال كعب بن مالك: فوالله ما أنعم الله على من نعمة بعد إذ هداني للاسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله الا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه فان الله قال للذين كذبوه حين انزل وحيه شر ما قال لاحد فقال تبارك وتعالى اسمه سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين. قال كعب: وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن امر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وارجا رسول الله أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه فلذلك قال الله عز وجل وعلى الثلاثة الذين خلفوا وليس الذي ذكر الله مما خلفنا لتخلفنا عن الغزو انما هو تخليفه إيانا وارجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر اليه فقبل منهم - صلى الله عليه وسلم -.
(١٩٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1898 1899 1900 1901 1902 1903 1904 1905 1906 1907 1908 ... » »»