تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج ٦ - الصفحة ١٩٠٢
بلغني ان صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا منقصة الحق بنا نواسيك فقلت حين قرأته: وهذا ايضا من البلاء فتيممت التنور فسجرته بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك بان تعتزل امرأتك قال: فقلت له: أطلقها، أم ماذا افعل؟ قال: لا، اعتزلها ولا تقربها، وارسل رسولا إلى صاحبي بمثل ذلك فقلت لامراتي: الحقي باهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الامر وجاءت امرأة هلال بن أمية إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ان هلال بن أمية شيخ كبير ضائع ليس له خادم فهل تكره ان اخدمه؟ قال: لا ولكن لا يقربك قالت: انه والله ما به حركة الا شئ والله ما زال يبكي منذ كان من امره ما كان إلى يومه هذا قال كعب: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله في امرأتك فقد اذن لامرأة هلال بن أمية قال: فقلت: والله لا استأذن فيها رسول الله وما بدريني ما يقول لي: رسول الله إذا استأذنته وانا رجل شاب؟
فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا ثم صليت صلاة صبح خمسين ليلة علي ظهر بيت من بيوتنا فبينا انا جالس علي الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت وضاقت على نفسي سمعت صوت صارخ أوفى على جبل بأعلى سلع بأعلى صوته: يا كعب بن مالك ابشر فخررت ساجدا وعرفت ان قد جاء الفرج واذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلى فرسا وسعى ساع من اسلم فأوفى على الجبل فكان الصوت اسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه بشارة والله مااملك يومئذ غيرهما واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنوني يقولون: لنهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس فقام إلى طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهناني والله ما قام الي رجل من المهاجرين غيره فكان كعب
(١٩٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1897 1898 1899 1900 1901 1902 1903 1904 1905 1906 1907 ... » »»