تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٤٢٧
فقال: * (إنا اعتدنا للكفرين) * في الآخرة يعني يسرنا للكافرين يعنى لمن كفر بنعم الله تعالى * (سلسلأ) * يعنى سلسلة طولها سبعون ذراعا بذراع الرجل الطويل من الخلق الأول.
حدثني أبي، رحمه الله، قال: حدثنا الهذيل، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم الخراساني، عن علي بن أبي طالب، عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ' لو أن حلقة من سلاسل جهنم وضعت على ذروة جبل لذاب كما يذوب الرصاص، فكيف يا ابن آدم، وهي عليك وحدك '.
ثم قال: * (وأغللا) * فأما السلاسل ففي أعناقهم، وأما الأغلال ففي أيديهم، ثم قال:
* (وسعيرا) * [آية: 4] يعنى وقودا لا يطفأ، ثم ذكر ما أعد للشاكرين من نعمة، فقال:
* (إن الأبرار) * يعنى الشاكرين المطيعين لله تعالى، يعنى أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسلمان الفارسي، وأبا ذر الغفاري، وابن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبا عبيدة بن الجراح، وأبا الدرداء، وابن عباس * (يشربون من كأس) * يعنى الخمر، وأيضا إن الأبرار، يعني علي بن أبي طالب وأصحابه الأبرار الشاكرين لله تعالى يشربون من كأس، سعنى من خمر * (كان مزاجها كافورا) * [آية: 5].
ثم ذكر الكافور، فقال: * (عينا يشرب بها) * يعنى الخمر * (عباد الله يفجرونها تفجيرا) * [آية: 6] يعنى أولياء الله يمزجون ذلك الخمر، ثم جاء بذلك الماء، فهو على برد الكافور، وطعم الزنجبيل، وريح المسك لا بمسك أهل الدنيا، ولا زنجبليهم، ولا كافورهم، ولكن الله تعالى وصف ما عنده بما عندهم لتهتدى إليه القلوب، ثم ذكر محاسنهم، فقال:
* (يوفون بالنذر) * يعنى من نذر لله نذرا، فقضى الله حاجته فيوفى لله بما قد نذره، قال:
* (ويخافون يوما) * يعني يوم القيامة * (كان شره مستطيرا) * [آية: 7] يعني كان شرا فاشيا في أهل السماوات والأرض، فانشقت السماء، وتناثرت الكواكب، وفزعت الملائكة، وكورت الشمس، والقمر، فذهب ضوءها وبدلت الأرض ونسفت الجبال، وغارت المياه، وتكسر كل شئ على الأرض من جبل، أو بناء، أو شجر، ففشى شر يوم القيامة فيها.
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»