تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٣ - الصفحة ٣٤٧
سورة الممتحنة سورة الامتحان مدنية عددها ثلاث عشرة آية كوفية تفسير سورة الممتحنة من الآية (1) فقط.
* (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أؤلياء) * وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس بالجهاد وعسكر، وكعب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة، إن محمدا قد عسكر، وما أراه ألا يريدكم فخذوا حذركم وأرسل بالكتاب مع سارة مولاة أبى عمرو بن صيفي بن هاشم وكانت قد جاءت من مكة إلى المدينة فأعطاها حاطب بن أبي بلتعة عشرة دنانير على أن تبلغ كتابه أهل مكة وجاء جبريل، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الكتاب، وأمر حاطب فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، عليه السلام، والزبير بن العوام، وقال لهما: إن أعطتكما الكتاب غفوا خليا سبيلها، وإن أبت فاضربا عنقها، فسارا حتى أدركا بالحجفة وسألاها عن الكتاب فخلقت، ما معها كأب، وقالت: لأنا إلى خيركم أفقر مني إلى ذلك، فاتبحثاها، فلم يجدا معها شيئا، فقا الزبير لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهما أرجع بنا، فإنا لا ترى معها شيئا.
فقال علي:
والله لأضربن عنقها، والله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، فقال الزبير: ثدقت اضرب عنقها، فسل على سيفه، فلما عرفت الجد منهما أخذت عليهما المواثيق، لئن أعطيتكما الكتاب لا تقتلاني، ولا تسبياني، ولا ترداني إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ولتخليان سبيلي فأعطياها المواثيق، فاستخرجت الصحيفة من ذؤايتها ودفعتها فخليا سبيلها وأقبلا بالصحيفة فوضعاها في يدي رسول الله فقرأها، فأرسل إلى حاطب بين أبي بلتعة، فقال له: أتعرف هذا الكتاب؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن تنذر بنا عدونا؟.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»