وبنات، ذكورا وإناثا، فنجعلهم له، * (ويجعل من يشاء عقيما) *، لا يولد له، * (إنه عليم) * بخلقه، * (قدير) * [آية: 50] في أمر الولد والعقم وغيره.
قوله: * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) *، وذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم:
ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت صادقا، كما كلمه موسى ونظر إليه، فإنا لن نؤمن لك حتى يعمل الله ذلك بك، فقال الله لهم: لم أفعل ذلك بموسى، وأنزل الله تعالى: * (وما كان لبشر أن يكلمه الله) *، يقول: ليس لنبي من الأنبياء أن يكلمه الله * (إلا وحيا) *، فيسمع الصوت فيفقه، * (أو - حط من ورائ حجاب) *، كما كان بينه وبين موسى، * (أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه) *، يقول: أو يأتيه مني بوحي، يقول: أو يأمره فيوحى، * (ما يشاء إنه علي) *، يعني رفيع فوق خلقه، * (حكيم) * [آية: 51] في أمره.
فقالوا للنبي: من أول المرسلين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أول المرسلين آدم، عليه السلام '، فقالوا: كم المرسلين؟ قال: ' ثلاثمائة وخمسة عشر جماء الغفير '، ومن الأنبياء من يسمع الصوت فيفقه، ومن الأنبياء من يوحى إليه في المنام، وإن جبريل ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم كما يأتي الرجل صاحبه في ثياب البياض مكفوفة بالدر والياقوت، ورخلاه مغموستان في الخضرة.
قوله تعالى: * (وكذلك) *، يعني وهكذا، * (أوحينا إليك روحا من أمرنا) *، يعني الوحي بأمرنا، كما أوحينا إلى الأنبياء من قبلك حين ذكر الأنبياء من قبله، فقال: * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) *، إلى آخر الآية.
قوله: * (ما كنت تدري ما الكتب) * يا محمد قبل الوحي، ما الكتاب، * (ولا الإيمان ولكن جعلناه) *، يعني القرآن * (نورا) *، يعني ضياء من العمى، * (تهدى به) *، يعني بالقرآن من الضلالة إلى الهدى، * (من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) * [آية: 52]، يعني إنك لتدعو إلى دين مستقيم، يعني الإسلام.
* (صراط الله) *، يقول: دين الله، * (الذي له ما في السماوات وما في الأرض) *، خلقه وعبيده، وفي قبضته، * (ألا إلى الله تصير الأمور) * [آية: 53]، يعني أمور الخلائق في الآخرة تصير إليه، فيجزئهم بأعمالهم، والله غفور لذنوب العباد، رحيم بهم.
قال مقاتل:
سيد الملائكة إسرافيل، وهو صاحب الصور، وسيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وسيد الشهداء هابيل بن آدم، وسيد المؤذنين بلال بن رباح، وسيد الشهور شهر