* (كذب الذين من قبلهم) * يعني قبل كفار مكة كذبوا رسلهم بالعذاب في الآخرة بأنه غير نازل بهم * (فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * [آية: 25] وعن غافلون عنه.
تفسير سورة الزمر من الآية (26) إلى الآية (31).
* (فأذاقهم الله الخزي) * يعني العذاب * (في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر) * مما أصابهم في الدنيا * (لو كانوا يعلمون) * [آية: 26]. ولكنهم لا يعلمون قوله: * (ولقد ضربنا) * يعني وضعنا * (للناس في هذا القرءان من كل مثل) * من كل شبه * (لعلهم يتذكرون) * [آية: 27] يعني كي يؤمنوا به.
ثم قال: وصفنا * (قرءانا عربيا) * ليفقهوه * (غير ذي عوج) * يعني ليس مختلفا، ولكنه مستقيم * (لعلهم يتقون) * [آية: 28] * (ضرب الله مثلا) * وذلك أن كفار قريش دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملة آبائه وإلى عبادة اللات والعزى ومناة، فضرب لهم مثلا ولآلهتهم مثلا الذين يعبدون من دون الله عز وجل، فقال: * (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) * يعني مختلفين يملكونه جميعا، ثم قال: * (ورجلا سلما لرجل) * يعني خالصا لرجل لا يشركه فيه أحد، يقول: فهل يستويان؟ يقول: هل يستوي من عبد آلهة شتى مختلفة يعني الكفار والذي يعبد ربا واحدا يعني المؤمنين؟ فذلك قوله: * (هل يستويان مثلا) * فقالوا:
لا يعني هل يستويان في الشبهن فخصهم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: قل: * (الحمد لله) * حين خصمهم * (بل أكثرهم لا يعلمون) * [آية: 29] توحيد ربهم.
فذلك قوله: * (إنك ميت) * يعني النبي صلى الله عليه وسلم * (وإنهم ميتون) * [آية: 30] يعني أهل مكة * (ثم إنكم يوم القيمة) * أنت يا محمد وكفار مكة يوم القيامة * (عند ربكم تختصمون) * [آية: 31].
تفسير سورة الزمر من الآية (32) إلى الآية (35).