تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٣٠٢
أمسوا يقولون: نرجع فنفتحه غدا، ولا يستثنون، حتى يولد فيهم رجل مسلم، فإذا غدوا إليه، قال لهم المسلم: قولوا: باسم الله، ويعالجون حتى يتركوه رقيقا كقشر البيض، ويروا ضوء الشمس، فإذا أصبحوا غدوا عليه، فيقول لهم المسلم: نرجع غدا إن شاء الله فنفتحه، فإذا غدوا عليه، قال لهم المسلم: قولوا: باسم الله، فينقبونه، فيخرجون منه، فيطوفون الأرض، ويشربون ماء الفرات، فيجئ آخرهم، فيقول: قد كان هاهنا مرة ماء، ويأكلون كل شيء حتى الشجر، ولا يأتون على شيء من غيرها إلا قاموه.
فلما فرغ ذو القرنين من بناء الردم: * (قال هذا) *، يعنى هذا الردم، * (رحمة) *، يعنى نعمة، * (من ربي) *، للمسلمين، فلا يخرجون إلى أرض المسلمين، * (فإذا جاء وعد ربي) * في الردم وقع الردم، فذلك قوله: * (جعله دكاء) *، يعنى الردم وقع، فيخرجون إلى أرض المسلمين، * (وكان وعد ربي حقا) * [آية: 98] في وقوع الردم، يعنى صدقا فإذا خرجوا هرب ثلث أهل الشام، ويقاتلهم الثلث، ويستسلم لهم الثلث.
ثم أخبر سبحانه، فقال: * (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) *، يعنى يوم فرغ ذو القرنين من الردم، * (يموج في بعض) *، يعنى من وراء الردم، لا يستطيعون الخروج منه، * (ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا) * [آية: 99]، يعنى بالجمع، لم يغادر منهم أحد إلا حشره.
* (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين) *، بالقرآن من أهل مكة، * (عرضا) * [آية: 100]، يعنى بالعرض كشف الغطاء عنهم.
تفسير سورة الكهف من الآية: [101 - 102].
* (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري) *، يعنى عليها غشاوة الإيمان بالقرآن، لا يبصرون الهدى بالقرآن، * (وكانوا لا يستطيعون سمعا) * [آية: 101]، يعنى الإيمان بالقرآن سمعا، كقوله سبحانه: * (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا) * [الكهف: 57]، يعنى ثقلا.
* (أفحسب الذين كفروا) *، من أهل مكة، * (أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء) *، يعنى بالآلهة بأن ذلك نافعهم، وأنها تشفع لهم، ثم أخبر بمنزلتهم في الآخرة، فقال
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»