* (فاختلفت الأحزاب) *، يعنى النصارى، * (من بينهم) *، تحزبوا في عيسى صلى الله عليه وسلم ثلاث فرق: النسطورية قالوا: عيسى ابن الله، * (وتعالى عما يقولون علوا كبيرا) * [الإسراء:
43]، والماريعقوبية قالوا: عيسى هو الله، * (سبحانه وتعالى عما يقولون) * [الإسراء:
43]، والملكانيون قالوا: * (إن الله ثالث ثلاثة) * [المائدة: 73]، يقول الله: وحده لا شريك له: * (فويل للذين كفروا) *، يعنى تحزبوا في عيسى صلى الله عليه وسلم، * (من مشهد يوم عظيم) * [آية: 37] لديه، يعنى يوم القيامة.
* (أسمع بهم وأبصر) *، يقول: هم يوم القيامة أسمع قوم وأبصر بما كانوا فيه من الوعيد وغيره، * (يوم يأتوننا) * في الآخرة، فذلك قوله سبحانه: * (ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون) * [السجدة: 21]، ثم قال سبحانه: * (لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين) * [آية: 38]، يعنى المشركين اليوم في الدنيا في ضلال مبين، فلا يسمعون اليوم، ولا يبصرون ما يكون في الآخرة.
* (وأنذرهم) *، يعنى كفار مكة، * (يوم الحسرة) *، يوم يذبح الموت كأنه كبش أملح.
حدثنا عبيد الله، قال: حدثني أبي، عن الهذيل، عن مقاتل، عن عثمان بن سليم، عن عبد الله بن عباس، أنه قال: يجعل الموت في صورة كبش أملح، فيذبحه جبريل بين الجنة والنار، وهم ينظرون إليه، فيقال لأهل الجنة: خلود فلا موت فيها، ولأهل النار: خلود فلا موت فيها، فلولا ما قضى الله عز وجل على أهل النار من تعمير أرواحهم في أبدانهم لماتوا من الحسرة.
ثم قال سبحانه: * (إذ قضي الأمر) *، يعنى إذا قضي العذاب، * (وهم في غفلة) * اليوم، * (وهم لا يؤمنون) * [آية: 39]، يعنى لا يصدقون بما يكون في الآخرة.
* (إنا نحن نرث الأرض ومن عليها) *، يعنى نميتهم ويبقى الرب جل جلاله، ونرث أهل السماء وأهل الأرض، ثم قال سبحانه: * (وإلينا يرجعون) * [آية: 40]، يعنى في الآخرة بعد الموت.
تفسير سورة مريم من الآية: [41 - 50].