تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ٢٦٨
قليلا) * [آية: 74]، يعنى أمرا يسيرا، يقول: لقد هممت سويعة، كقوله: * (فتتولى بركنه) * [الذاريات: 39]، يعنى بميله أمرا يسيرا.
يقول: لقد هممت سويعة أن تميل إليهم، ولو أطعتهم فيما سألوك، * (إذا لأذقناك) * العذاب في الدنيا والآخرة، فذلك قوله سبحانه: * (إذا لأذقناك) * () * (ضعف الحياة وضعف الممات) *، يقول سبحانه: إذا لأذقناك ضعف العذاب في الدنيا في حياتك، وفي مماتك بعد، * (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) * [آية: 75]، يعنى مانعا يمنعك منا.
تفسير سورة الإسراء من الآية [76 - 77] * (وإن) *، يعنى وقد * (كادوا ليستفزونك) *، يعنى ليستزلونك * (من الأرض) *، يعنى أرض المدينة، نزلت في حيي بن أخطب واليهود، وذلك أنهم كرهوا قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وحسدوه، وقالوا: يا محمد، إنك لتعلم أن هذه الأرض ليست بأرض الأنبياء، إنما أرض الأنبياء والرسل أرض المحشر أرض الشام، ومتى رأيت الله بعث الأنبياء في أرض تهامة، فإن كنت نبيا، فأخرج إليها، فإنما يمنعك منها مخافة أن يغلبك الروم، فإن كنت نبيا، فسيمنعك الله كما منع الأنبياء قبلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم متوجها إلى الشام، فعسكر على رأس ثلاثة أميال بذي الحليفة لتنضم إليه أصحابه، فأتاه جبريل، عليه السلام، بهذه الآية: * (كادوا ليستفزونك من الأرض) * * (ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا) * [آية: 76]، يقول سبحانه: لو فعلوا ذلك لم ينظروا من بعدك إلا يسيرا حتى يعذبوا في الدنيا.
فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، * (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) *، يقول الله سبحانه:
كذلك سنة الله عز وجل في أهل المعاصي، يعنى الأمم الخالية إن كذبوا رسلهم أن يعذبوا، * (ولا تجد لسنتنا تحويلا) * [آية: 77]، إن قوله حق في أمر العذاب، يقول:
السنة واحدة فيما مضى وفيما بقي.
تفسير سورة الإسراء من الآية: [78 - 82].
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»