تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٨٥
* (فردوا أيديهم في أفواههم) *، يقول: وضع الكفار أيديهم في أفواههم، ثم قالوا للرسل: اسكتوا، فإنكم كذبة، يعنون الرسل، وأن العذاب ليس بنازل بنا في الدنيا، * (وقالوا) * للرسل: * (إنا كفرنا بما أرسلتم به) *، يعني بالتوحيد، * (وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) * [آية: 9] يعني بالريبة أنهم لا يعرفون شكهم.
* (قالت) * لهم * (رسلهم أفي الله شك) *، يقول: أفي التوحيد لله شك؟
* (فاطر) *، يعني خالق، * (السماوات والأرض يدعوكم) * إلى معرفته، * (ليغفر لكم من ذنوبكم) *، والمن هاهنا صلة، كقوله سبحانه: * (شرع لكم من الدين) * [الشورى:
13]، * (ويؤخركم) * في عافية، * (إلى أجل مسمى) *، يقول: إلى منتهى آجالكم، فلا يعاقبكم بالسنين، فردوا على الرسل، * (قالوا) * لهم: * (إن أنتم) *، يعني ما أنتم، * (إلا بشر مثلنا) *، لا تفضلونا في شيء، * (تريدون أن تصدونا) *، يعني تمنعونا، * (عما كان يعبد آباؤنا) *، يعني دين آبائهم، * (فأتونا بسلطان مبين) * [آية:
10]، يعني بحجة بينة، قالوا للرسل: ائتونا من عند الله بكتاب فيه حجة بأنكم رسله، فإن أتيتمونا كان لكم حجة بأنكم رسله.
* (قالت لهم رسلهم إن نحن) *، يعني ما نحن، * (إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن) *، يعني ينعم، * (على من يشاء من عباده) *، فيخصه بالنبوة والرسالة، * (وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان) *، يعني بكتاب من الله بالرسالة، * (إلا بإذن الله) *، يعني إلا بأمر الله، * (وعلى الله فليتوكل) *، يقول: بالله فليثق، * (المؤمنون) * [آية: 11]، لقولهم للرسل لنخرجنكم من أرضنا.
ثم قال سبحانه: * (وما لنا ألا نتوكل على الله) *، يعني وما لنا ألا نثق بالله، * (وقد هدانا سبلنا) *، يعني لديننا، * (ولنصبرن على ما ءاذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون) * [آية: 12]، يعني وبالله فليثق الواثقون.
تفسير سورة إبراهيم من آية: [13 - 17].
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»