ثم قال سبحانه: * (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) *، يعني بلغة قومه ليفهموا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله سبحانه: * (ليبين لهم فيضل الله من يشاء) * على ألسنة الرسل عن دينه الهدى، * (ويهدي) * إلى دينه، الهدى على ألسنة الرسل، * (من يشاء) *، ثم رد تعالى ذكره المشيئة إلى نفسه، فقال: * (وهو العزيز) * في ملكه، * (الحكيم) * [آية: 4]، حكم الضلالة والهدى لمن يشاء.
تفسير سورة إبراهيم من آية: [5 - 8].
* (ولقد أرسلنا موسى بئايتنا) *، اليد والعصا، * (أن أخرج قومك) *، يعني أن ادع قومك بني إسرائيل، * (من الظلمات إلى النور) *، يعني من الشرك إلى الإيمان، * (وذكرهم بأيم الله) *، يقول: عظهم وخوفهم بمثل عذاب الأليم الخالية، فيحذروا فيؤمنوا، * (إن في ذلك) *، يقول: إن في هلاك الأمم الخالية، * (لايت) *، يعني لعبرة * (لكل صبار شكور) * [آية: 5]، يعني المؤمن صبور على أمر الله عز وجل عند البلاء الشديد، شكور لله تعالى في نعمه.
* (وإذ قال موسى لقومه) *، بني إسرائيل: * (اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم) *، يعني أنقذكم، * (من آل فرعون) *، يعني أهل مصر، * (يسومونكم) *، يعني يعذبونكم، * (سوء) *، يعني شدة، * (العذاب) *، ثم بين العذاب، فقال:
* (ويذبحون أبناءكم) *، في حجور أمهاتهم، * (ويستحيون نساءكم) *، يعني قتل البنين وترك البنات، قتل فرعون منهم ثمانية عشر طفلا، * (وفي ذلكم) *، يعني فيما أخبركم من قتل الأبناء وترك البنات، * (بلاء) *، يعني نقمة، * (من ربكم