تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٣٠
* (قالوا يشعيب ما نفقه) *، يعنى ما نعقل، * (كثيرا مما تقول) * لنا من التوحيد، ومن وفاء الكيل والميزان، * (وإنا لنراك فينا ضعيفا) *، يعنى ذليلا لا قوة لك ولا حيلة، * (ولولا رهطك لرجمناك) *، يعنى عشيرتك وأقرباءك لقتلناك، * (وما أنت علينا) *، يعنى عندنا * (بعزيز) * [آية: 91]، يعنى بعظيم، مثل قول السحرة: * (بعزة فرعون) * [الشعراء: 44]، يعنون بعظمة فرعون، يقولون: أنت علينا هين.
* (قال يقوم أرهطى أعز عليكم من الله) *، يعنى أعظم عندكم من الله عز وجل، * (واتخذتموه ورآءكم ظهريا) *، يقول: أطعتم قومكم ونبذتم الله وراء ظهوركم، فلم تعظموه، فمن لم يوحده لم يعظمه، * (إن ربي بما تعملون محيط) * [آية: 92]، يعنى من نقصان الكيل والميزان، يعنى أحاط علمه بأعمالكم.
* (ويقوم اعملوا على مكانتكم) * هذا وعيد، يعنى على جديلتكم التي أنتم عليها، * (إني عامل سوف تعلمون) *، هذا وعيد، * (من يأتيه عذاب يخزيه) *، يعنى يذله، * (ومن هو كاذب) * بنزول العذاب بكم أنا أو أنتم، لقولهم: ليس بنازل بنا، * (وارتقبوا إني معكم رقيب) * [آية: 93]، يعنى انتظروا العذاب، فإني منتظر بكم العذاب في الدنيا.
* (ولما جاء أمرنا) *، يعنى قولنا في العذاب، * (نجينا شعيبا والذين ءامنوا معه برحمة منا) *، يعنى بنعمة منا عليهم، * (وأخذت الذين ظلموا الصيحة) *، يعنى صيحة جبريل، عليه السلام، * (فأصبحوا في ديارهم جاثمين) * [آية: 94]، يعنى في منازلهم موتى.
* (كأن لم يغنوا فيها) *، يعنى كأن لم يكونوا في الدنيا قط، * (ألا بعدا لمدين) * في الهلاك، * (كما بعدت ثمود) * [آية: 95]، يعنى كما هلكت ثمود، لأن كل واحدة
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»