تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٢٩
* (قالوا يشعيب أصلوتك تأمرك أن نترك) *، يعنى أن نعتزل * (ما) * كان * (يعبد ءاباؤنا) *، وكانوا يعبدون الأوثان، * (أو أن نفعل في أموالنا ما نشؤا) *، يعنون إن شيئا نقصنا الكيل والميزان، وإن شئنا وفينا، * (إنك لأنت الحليم) *، يعنون السفيه، * (الرشيد) * [آية: 87]، يعنون الضال، قالوا ذلك لشعيب استهزاء.
* (قال يقوم أرءيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا) *، يعنى الإيمان، وهو الهدى، * (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه) *، يعنى وما أريد أن أنهاكم عن أمر، ثم أركبه، لقولهم لشعيب في الأعراف: * (أو لتعودن في ملتنا) * [الأعراف:
88].
ثم قال: * (إن أريد) *، يعنى ما أريد * (إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي) * في الإصلاح بالخير * (إلا بالله عليه توكلت) *، يقول: به وثقت، لقولهم: * (لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا) * [الأعراف: 88]، * (وإليه أنيب) * [آية 88]، وإليه المرجع بعد الموت.
* (ويقوم لا يجرمنكم شقاقي) *، يقول: لا تحملنكم عداوتي * (أن يصيبكم) * من العذاب في الدنيا * (مثل ما أصاب قوم نوح) * من الغرق، * (أو قوم هود) * من الريح، * (أو قوم صالح) * من الصيحة، * (وما قوم لوط) *، أي ما أصابهم من الخسف والحصب * (منكم ببعيد) * [آية: 89]، كان عذاب قوم لوط أقرب العذاب إلى قوم شعيب من غيرهم.
* (واستغفروا ربكم) * من الشرك، * (ثم توبوا إليه) * منها * (إن ربي رحيم) * لمن تاب وأطاعه، * (ودود) * [آية: 90]، يعنى مجيب.
تفسير سورة هود من الآية: [90 - 99]
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»