تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ٢ - الصفحة ١٢٦
سنة، * (إن هذا لشيء عجيب) * [آية: 72]، يعنى لأمر عجيب أن يكون الولد من الشيخين الكبيرين.
* (قالوا) *، قال جبريل لهما: * (أتعجبن من أمر الله) * أن يخلق ولدا من الشيخين * (رحمت الله وبركته) *، يعنى نعمة الله وبركاته، * (عليكم أهل البيت) *، يعنى بالبركة ما جعل الله منهم من الذرية، * (إنه حميد) * في خلقه، * (مجيد) * [آية: 73]، يعنى كريم.
* (فلما ذهب عن إبراهيم الروع) *، يعنى الخوف، * (وجاءته البشرى) * في الولد * (ويجادلنا) *، يعنى يخاصمنا إبراهيم * (في قوم لوط) * [آية: 74]، كقوله في الرعد:
* (يجادلون في الله) * [الرعد: 13]، ومثل قوله: * (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا) * [هود: 32].
وخصومة إبراهيم، عليه السلام، أنه قال: يا رب، أتهلكهم إن كان في قوم لوط خمسون رجلا مؤمنين؟ قال جبريل عليه السلام: لا، فما زال إبراهيم، عليه السلام، ينقص خمسة خمسة، حتى انتهى إلى خمسة أبيات، قال تعالى: * (إن إبراهيم لحليم) *، يعنى لعليم، * (اوة) *، يعنى موقن، * (منيب) * [آية: 75] مخلص.
وقال جبريل لإبراهيم: * (يا إبراهيم أعرض عن هذا) * الجدال حين قال: أتهلكهم إن كان فيهم كذا وكذا، ثم قال جبريل، عليه السلام: * (إنه قد جاء أمر ربك) *، يعني قول ربك في نزول العذاب بهم، * (وإنهم ءاتيهم عذاب غير مردود) * [آية: 76]، يعنى غير مدفوع عنهم، يعنى الخسف والحصب بالحجارة.
قوله: * (ولما جاءت رسلنا) * جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت، * (لوطا سىء بهم) *، يعنى كرههم لصنيع قومه بالرجال مخافة أن يفضحوهم، * (وضاق بهم ذرعا وقال) * جبريل * (هذا يوم عصيب) * [آية: 77]، يعنى فظيع فاش شره عليه.
* (وجاءه قومه يهرعون إليه) *، يعنى يسرعون إليه مشاة إلى لوط، * (ومن قبل) * أن نبعث لوطا، * (كانوا يعملون السيئات) *، يعنى نكاح الرجال، و * (قال) * لوط:
* (يقوم هؤلاء بناتي) * ريثا وزعوثا، فتزوجوهما * (هن أطهر لكم) *، يعنى أحل
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»