فوق المنافقين والكافرين * (يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب) * [آية: 212]، حين يبسط للكافرين الرزق، ويقدر على المؤمنين يقول: ليس فوقي ملك يحاسبني، أنا الملك أعطي من شئت بغير حساب حين أبسط للكافرين في الرزق وأقتر على المؤمنين.
تفسير سورة البقرة آية [213] * (كان الناس) *، يعني أهل السفينة، * (أمة واحدة) *، يعني على ملة الإسلام وحدها، وذلك أن عبد الله بن سلام خاصم اليهود في أمر محمد صلى الله عليه وسلم، * (فبعث الله النبيين) * إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ولوط بن حران بن آزر، فبعثهم الله * (مبشرين) * بالجنة، * (ومنذرين) من النار، * (وأنزل معهم الكتاب بالحق) *، يعني صحف إبراهيم؛ * (ليحكم بين الناس) *؛ ليقضي الكتاب * (فيما اختلفوا فيه) * من الدين، فدعا بها إبراهيم وإسحاق قومهما، ودعا بها إسماعيل جرهم، فآمنوا به، ودعا بها يعقوب أهل مصر، ودعا بها لوط سدوم وعامورا وصابورا ودمامورا، فلم يسلم منهم غير ابنتيه ريتا وزعوتا، يقول الله عز وجل: * (وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه) *، يعني أعطوا الكتاب، * (من بعد ما جاءتهم البينات)، يعني البيان، * (بغيا بينهم) *، يقول: تفرقوا بغيا وحسدا بينهم، * (فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه)، يقول:
حين اختلفوا في القرآن، * (من الحق بإذنه) *، يعني التوحيد، * (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) * [آية: 213]، يعني دين الإسلام؛ لأن غير دين الإسلام باطل.
تفسير سورة البقرة آية [214] ثم بين للمؤمنين أن لا بد لهم من البلاء والمشقة في ذات الله، فقال سبحانه: * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) *، نظيرها في آل عمران قوله سبحانه: * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله) * [آل عمران: 142]، وفي العنكبوت: * (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * [العنكبوت: 1، 2]، وذلك أن