الله فيخافوه ويوحدوه، * (وكذب به) * بالقرآن * (قومك) * خاصة، * (وهو الحق) * جاء من الله، * (قل لست عليكم بوكيل) * [آية: 66]، يقول بمسيطر، نسختها آية السيف، * (لكل نبإ مستقر) *، يقول: لكل حديث حقيقة ومنتهى، يعني العذاب منه في الدنيا، وهو القتل ببدر، ومنه في الآخرة نار جهنم، وذلك قوله: * (وسوف تعلمون) * [آية:
67]، أو عدهم العذاب، مثلها في اقتربت.
تفسير سورة الأنعام آية [68 - 70] * (وإذا رأيت) *، يعني سمعت يا محمد، * (الذين يخوضون في آياتنا) *، يعني يستهزءون بالقرآن، وقالوا ما لا يصح، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم: * (فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) *، يعني فقم عنهم لا تجالسهم حتى يكون حديثهم في غير أمر الله وذكره، * (وإما ينسينك الشيطان) *، يقول: فإن أنساك الشيطان فجالستهم بعد النهى، * (فلا تقعد بعد الذكرى) *، يقول: إذا ذكرت فلا تقعد، * (مع القوم الظالمين) * [آية: 68]، يعني المشركين.
فقال المؤمنين عند ذلك: لو قمنا عنهم إذا خاضوا واستهزءوا، فإنا نخشى الإثم في مجالستهم، يعني حين لا نغير عليهم، فأنزل الله: * (وما على الذين يتقون) *، يعني يوحدون الرب، * (من حسابهم من شيء) *، يعني من مجازاة عقوبة خوضهم، واستهزائهم من شيء، ثم قال: * (ولكن ذكرى لعلهم يتقون) * [آية: 69] إذا قمتم عنهم منعهم من الخوض والاستهزاء الحياء منكم والرغبة في مجالستكم، فيذكرون قيامكم عنهم، ويتركون الخوض والاستهزاء، ثم نسختها الآية التي في النساء: * (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) * [النساء: 140] الآية.