يأتيكم به) *، يعني هل أحد يرده إليكم دون الله، * (انظر) * يا محمد * (كيف نصرف الآيات) *، يعني العلامات في أمور شتى فيما ذكر من تخويفهم من أخذ السمع والأبصار والقلوب، وما صنع بالأمم الخالية، * (ثم هم يصدفون) * [آية: 46]، يعني يعرضون، فلا يعتبرون.
ثم قال يعنيهم: * (قل أرءيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة) *، يعني فجأة لا تشعرون حتى ينزل بكم، * (أو جهرة) *، أو معاينة ترونه حين ينزل بكم القتل ببدر، * (هل يهلك) * بذلك العذاب، * (إلا القوم الظالمون) *] آية: 47]، يعني المشركون.
* (وما نرسل المرسلين إلا مبشرين) * (بالجنة) * (ومنذرين) * (من النار) * (فمن آمن) *، يعني فمن صدق، * (وأصلح) * (العمل) * (فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * [آية: 48]، نظيرها في الأعراف.
تفسير سورة الأنعام آية: [49 - 51] * (والذين كذبوا بآياتنا) *، يعني بالقرآن، يعني كفار مكة، * (يمسهم) *، يعني يصيبهم * (العذاب بما كانوا يفسقون) * [آية: 49]، يعني يعصون، فلما خوفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعذاب، سألوه العذاب استهزاء وتكذيبا: إلى متى يكون هذا العذاب الذي تعدنا به إن كنت من الصادقين؟ فقال الله للنبي صلى الله عليه وسلم: * (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله) *، يعني مفاتيح الله بنزول العذاب، * (ولا أعلم الغيب) *، يعني غيب نزول العذاب متى ينزل بكم، * (ولا أقول لكم إني ملك) *؛ لقولهم في حم السجدة: * (لو شاء ربنا لأنزل ملائكة) * [فصلت: 14] رسلا فتؤمن بهم، فأما أنت يا محمد، فلا نصدقك فيما تقول، * (إن أتبع) *، يقول: ما أتبع، * (إلا ما يوحى إلي) * (من القرآن) * (قل هل يستوي الأعمى) * بالهدى فلا يبصره، وهو الكافر، * (والبصير) * بالهدى، وهو المؤمن، * (أفلا) *، يعني فهلا * (تتفكرون) * [آية: 50] فتعلمون أنهما لا يستويان.
ثم قال: * (وأنذر به) *، يعني بالقرآن، * (الذين يخافون) *، يعني يعلمون، * (أن يحشروا إلى ربهم) *، يعني الموالى وفقراء العرب، ويعلمون أنه * (ليس لهم من دونه) *،