تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٢٦٨
* (يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء) *، نزلت في اليهود، وذلك أن كعب بن الأشرف، وفنحاص اليهودي، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صادقا بأنك رسول، فائتنا بكتاب غير هذا، مكتوب في السماء جملة واحدة كما جاء به موسى، فذلك قوله: * (يسئلك أهل الكتاب...) * إلى قوله سبحانه: * (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة) *، يعني معاينة، * (فأخذتهم الصاعقة) *، يعني الموت، * (بظلمهم) * لقولهم: أرنا الله جهرة معاينة، * (ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات) *، يعني الآيات التسع، * (فعفونا عن ذلك) *، فلم نستأصلهم جميعا عقوبة باتخاذهم العجل، * (وآتينا موسى سلطانا مبينا) * [آية: 153]، يعني حجة بينة، يعني اليد والعصى.
* (ورفعنا فوقهم الطور) *، يعني الجبل فوق رؤوسهم، رفعه جبريل، عليه السلام، وكانوا في أصل الجبل، فرفع الطور فوق رؤوسهم، * (بميثاقهم) *؛ لأن يقروا بما في التوراة، * (وقلنا لهم ادخلوا الباب سجدا) *، يعني باب حطة، * (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت) *، أي لا تعدوا في أخذ الحيتان يوم السبت، * (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) * [آية:
154]، يعني شديدا، والميثاق إقرارهم بما عهد الله عز وجل في التوراة.
* (فبما نقضهم ميثاقهم) *، يعني فبنقضهم إقرارهم بما في التوراة، * (وكفرهم بآيات الله) *، يعني الإنجيل والقرآن، وهم اليهود، * (وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»