يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) *، فيقولوا يوم القيامة: لم يأتنا لك رسول، * (وكان الله عزيزا حكيما) * [آية: 165]، حكم إرسال الأنبياء إلى الناس.
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ' إنكم لتعلمون حق ما أقول، وإنه لفي التوراة، فإن تتوبوا وترجعوا يغفر لكم ذنوبكم '، قالوا: لو كان ما تقول في التوراة لاتبعناك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ' والله إنكم لتشهدون بما أقول '، قالوا ما عندنا بذلك شهادة، قال الله عز وجل:
فإن لم يشهد لك أحد منهم، فإن الله وملائكته يشهدون بذلك، فذلك قوله عز وجل:
* (لكن الله يشهد بما أنزل إليك) * (من القرآن) * (أنزله بعلمه والملائكة يشهدون) * بذلك، * (وكفى بالله شهيدا) * [آية: 166]، يقول: فلا شاهد أفضل من الله بأنه أنزل عليك القرآن.
تفسير سورة النساء آية [167 - 169] ثم قال يعنيهم: * (إن الذين كفروا) *، يعني اليهود كفروا بمحمد والقرآن، * (وصدوا عن سبيل الله) *، يعني عن دين الإسلام، * (قد ضلوا) * (عن الهدى) * (ضلالا بعيدا) * [آية: 167]، يعني طويلا، ثم قال: * (إن الذين كفروا) *، يعني اليهود كفروا بمحمد والقرآن، * (وظلموا) *، يعني وأشركوا بالله، * (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا) * [آية: 168] إلى الهدى، ثم استثنى: * (إلا طريق جهنم خالدين فيها) *، يعني طريق الكفر، فهو يقود إلى جهنم خالدين فيها * (أبذد وكان ذلك على الله يسيرا) * [آية:
169]، يعني عذابهم على الله هينا.
تفسير سورة النساء آية 170 * (يا أيها الناس قد جاءكم الرسول) *، يعني محمدا * (بالحق) *، يعني بالقرآن، * (من ربكم فآمنوا خيرا لكم) *، يعني صدقوا بالقرآن فهو خير لكم من الكفر، * (وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض) * من الخلق، * (وكان الله عليما حكيما) * [آية:
170].
تفسير سورة النساء [آية: 171]