نزلا بما كانوا يعملون " السجدة: 19، وقوله: " فإذا جاءت الطامة الكبرى - إلى أن قال - فإن الجنة هي المأوى " النازعات: 41 وهي في السماء على ما يدل عليه قوله تعالى: " وفي السماء رزقكم وما توعدون " الذاريات: 22، وقيل: المراد بها جنة البرزخ.
وقوله: " إذ يغشى السدرة ما يغشى " غشيان الشئ الإحاطة به، و " ما " موصوله، والمعنى: إذ يحيط بالسدرة ما يحيط بها، وقد أبهم تعالى هذا الذي يغشى السدرة ولم يبين ما هو كما تقدمت الإشارة إليه.
قوله تعالى. " ما زاغ البصر وما طغى " الزيغ الميل عن الاستقامة، والطغيان تجاوز الحد في العمل، وزيغ البصر إدراكه المبصر على غير ما هو عليه، وطغيانه إدراكه ما لا حقيقة له، والمراد بالبصر بصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والمعنى: أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يبصر ما أبصره على غير صفته الحقيقية ولا أبصر ما لا حقيقة له بل أبصر غير خاطئ في إبصاره.
والمراد بالابصار رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم بقلبه لا بجارحة العين فإن المراد بهذا الابصار ما يعنيه بقوله: " ولقد رآه نزلة أخرى " المشير إلى مماثلة هذه الرؤية لرؤية النزلة الأولى التي يشير إليها بقوله: " ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى " فافهم ولا تغفل.
قوله تعالى: " لقد رأى من آيات ربه الكبرى " " من " للتبعيض، والمعنى:
أقسم لقد شاهد بعض الآيات الكبرى لربه، وبذلك تم مشاهدة ربه بقلبه فإن مشاهدته تعالى بالقلب إنما هي بمشاهدة آياته بما هي آياته فإن الآية بما هي آية لا تحكي إلا ذا الآية ولا تحكي عن نفسه شيئا وإلا لم تكن من تلك الجهة آية.
وأما مشاهدة ذاته المتعالية من غير توسط آية وتخلل حجاب فمن المستحيل ذلك قال تعالى: " ولا يحيطون به علما " طه: 110.
(بحث روائي) في تفسير القمي في قوله تعالى: " والنجم إذا هوى " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إذا هوى " لما أسري به إلى السماء وهو في لهوي.