تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٩ - الصفحة ٢٤٠
وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم - 12. يا أيها الذين أمنوا لا تتولوا قوما غصب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور - 13.
(بيان) قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا إذا جائكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن " الآية، سياق الآية يعطي أنها نزلت بعد صلح الحديبية، وكان ففي العهد المكتوب بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين أهل مكة أنه إن لحق من أهل مكة رجل بالمسلمين ردوه إليهم وإن لحق من المسلمين رجل بأهل مكة لم يردوه إليهم ثم إن يعض نساء المشركين أسلمت وهاجرت إلى المدينة فجاء زوجها يستردها فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يردها إليه فأجابه النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الذي شرطوه في العهد رد الرجال دون النساء ولم يردها إليهم وأعطاه ما أنفق عليها من المهر وهو الذي تدل عليه الآية مع ما يناسب ذلك من أحكامهن.
فقوله: " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات " سماهن مؤمنات قبل امتحانهن والعلم بإيمانهن لتظاهرهن بذلك.
وقوله: " فامتحنوهن " أي اختبروا إيمانهن بها يظهر به ذلك من شهادة وحلف يفيد العلم والوثوق، وفي قوله: " الله أعلم بإيمانهن " إشارة إلى أنه يجزي في ذلك العلم العادي والوثوق دون اليقين بحقيقة الايمان الذي هو تعالى أعلم به علما لا يتخلف عنه معلومه.
وقوله: فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار " ذكرهم بوصف الايمان للإشارة إلى أنه السبب للحكم وانقطاع علقة الزوجية بين المؤمنة والكافر.
وقوله: لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن " مجموع الجملتين كناية عن انقطاع علقة الزوجية وليس من توجيه الحرمة إليهن وإليهم في شئ.
وقوله: " وآتوهم ما أنفقوا " أي أعطوا الزوج الكافر ما أنفق عليها من المهر.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست