وفي الدر المنثور أخرج ابن مردويه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " قاصرات الطرف " قال: لا ينظرن إلا إلى أزواجهن.
وفي المجمع في قوله تعالى: " كأنهن الياقوت والمرجان " في الحديث أن المرأة من أهل الجنة يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة من حرير.
أقول: وهذا المعنى وارد في عدة روايات.
وفي تفسير العياشي بإسناده عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
آية في كتاب الله مسجلة. قلت: وما هي؟ قال: قول الله عز وجل: " هل جزاء الاحسان إلا الاحسان " جرى في الكافر والمؤمن والبر والفاجر، ومن صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به، وليس المكافأة أن يصنع كما صنع حتى يربي فإن صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء.
وفي المجمع في قوله: " هل جزاء الاحسان إلا الاحسان " جاءت الرواية من أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية فقال: هل تدرون ما يقول ربكم؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال: فإن ربكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد إلا الجنة؟
وفي تفسير القمي في الآية قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالمعرفة إلا الجنة.
أقول: الرواية مروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة أهل البيت عليه السلام وقد أسندها في التوحيد إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - ولفظها - إن الله عزو جل قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة وأسندها في العلل إلى الحسن ابن علي عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - واللفظ - هل جزاء من قال: لا إله إلا الله إلا الجنة؟
وروى الرواية بألفاظها المختلفة في الدر المنثور بطرق مختلفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله:
أنعمت عليه، إشارة إلى أن إحسان العبد بالحقيقة إحسان من الله إليه.
وفي المجمع في قوله تعالى: " ومن دونهما جنتان " عن العلاء بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قلت له: إن الناس يتعجبون منا إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة؟ فقال يا علي إن الله يقول: " ومن دونهما جنتان " ما يكونون مع أولياء الله.