قوله تعالى: " مدهامتان " الادهيمام من الدهمة اشتداد الخضرة بحيث تضرب إلى السواد وهو ابتهاج الشجرة.
قوله تعالى: " فيهما عينان نضاختان " أي فوارتان تخرجان من منبعهما بالدفع.
قوله تعالى: " فيهما فاكهة ونخل ورمان " المراد بالفاكهة والرمان شجرتهما بقرينة النخل.
قوله تعالى: " فيهن خيرات حسان " ضمير " فيهن " للجنان باعتبار أنها جنتان من هاتين الجنتين، وقيل: مرجع الضمير الجنات الأربع المذكورة في الآيات، وقيل:
الضمير للفاكهة والنخل والرمان.
وأكثر ما يستعمل الخير في المعاني كما أن أكثر استعمال الحسن في الصور، وعلى هذا فمعنى خيرات حسان أنهن حسان في أخلاقهن حسان في وجوههن.
قوله تعالى: " حور مقصورات في الخيام " الخيام جمع خيمة وهي الفسطاط، كونهن مقصورات في الخيام أنهن مصونات غير مبتذلات لا نصيب لغير أزواجهن فيهن.
قوله تعالى: " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " تقدم معناه.
قوله تعالى: " متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان " في الصحاح: الرفرف ثياب خضر تتخذ منها المجالس. انتهى. وقيل: هي الوسائد، وقيل: غير ذلك، والخضر جمع أخضر صفة لرفرف، والعبقري قيل: الزرابي، وقيل: الطنافس، وقيل: الثياب الموشاة، وقيل: الديباج.
قوله تعالى: " تبارك اسم ربك ذي الجلال والاكرام " ثناء جميل له تعالى بما امتلأت النشأتان الدنيا والآخرة بنعمه وآلائه وبركاته النازلة من عنده برحمته الواسعة، وبذلك يظهر أن المراد باسمه المتبارك هو الرحمان المفتتحة به السورة، والتبارك كثرة الخيرات والبركات الصادرة.
فقوله: " تبارك اسم ربك " تبارك الله المسمى بالرحمان بما أفاض هذه الآلاء.
وقوله: " ذي الجلال والاكرام " إشارة إلى تسميه بأسمائه الحسنى واتصافه بما يدل عليه من المعاني الوصفية ونعوت الجلال والجمال، ولصفات الفاعل ظهور في أفعاله وأثر فيها يرتبط به الفعل بفاعله فهو تعالى خلق الخلق ونظم النظام لأنه بديع خالق مبدئ فأتقن الفعل لأنه عليم حكيم وجازى أهل الطاعة بالخير لأنه ودود شكور غفور رحيم