لعدم قبوله الزيادة والنقصان، ومراد المثبتين قبول ما به كمال الايمان وهو الأعمال للزيادة والنقصان وهو كذلك بلا شك.
وفيه أولا: أن فيه خلطا بين التصديق والايمان فالايمان تصديق مع الالتزام وليس مجرد التصديق فقط كما تقدم بيانه.
وثانيا: أن نسبة نفي الزيادة في أصل الايمان إلى المثبتين غير صحيحة فهم إنما يثبتون الزيادة في أصل الايمان، ويرون أن كلا من العلم والالتزام المؤلف منهما الايمان يقبل القوة والضعف.
وثالثا: أن إدخال الأعمال في محل النزاع غير صحيح لان النزاع في شئ غير النزاع في أثره الذي به كماله ولا نزاع لاحد في أن الأعمال والطاعات تقبل العد وتقل وتكثر بحسب تكرر الواحد.
* * * وقوله: (ولله جنود السماوات والأرض) الجند هو الجمع الغليظ من الناس إذا جمعهم غرض يعملون لأجله ولذا أطلق على العسكر المجتمعين على إجراء ما يأمر به أميرهم، والسياق يشهد أن المراد بجنود السماوات والأرض الأسباب الموجودة في العالم مما يرى ولا يرى من الخلق فهي وسائط متخللة بينه تعالى وبين ما يريده من شئ تطيعه ولا تعصاه.
وإيراد الجملة أعني قوله: (ولله جنود) الخ، بعد قوله: (هو الذي أنزل السكينة) الخ، للدلالة على أن له جميع الأسباب والعلل التي في الوجود فله أن يبلغ إلى ما يشاء بما يشاء ولا يغلبه شئ في ذلك، وقد نسبت إلى زيادة إيمان المؤمنين بانزال السكينة في قلوبهم.
وقوله: (وكان الله عزيزا حكيما) أي منيعا جانبه لا يغلبه شئ متقنا في فعله لا يفعل إلا ما تقتضيه حكمته والجملة بيان تعليلي لقوله: (ولله جنود) الخ، كما أنه بيان تعليلي لقوله: (هو الذي أنزل السكينة) الخ، كأنه قيل: أنزل السكينة لكذا وله ذلك لان له جميع الجنود والأسباب لأنه العزيز على الاطلاق والحكيم على الاطلاق.
قوله تعالى: (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) إلى