وعن الحسن انها مكية الا خمس آيات منها وهي قوله: (ولا تقتلوا النفس) الآية (ولا تقربوا الزنا) الآية أولئك الذين يدعون (أقم الصلاة) (وآت ذا القربى) الآية.
وعن مقاتل: مكية الا خمس: (وان كادوا ليفتنونك) الآية (وان كادوا ليستفزونك) الآية وإذ قلنا لك) الآية (وقل رب أدخلني) الآية (ان الذين أوتوا العلم من قبله) الآية.
وعن قتادة والمعدل عن ابن عباس مكية الا ثماني آيات وهى قوله: (وان كادوا ليفتنونك) الآية إلى قوله: (وقل رب أدخلني مدخل صدق) الآية.
ولا دلالة في مضامين الآيات على كونها مدنية ولا الأحكام المذكورة فيها مما يختص نزولا بالمدينة وقد نزلت نظائرها في السور المكية كالانعام والأعراف.
وقد افتتحت السورة فيما ترومه من التسبيح بالإشارة إلى معراج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكر اسراؤه (صلى الله عليه وآله وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس والهيكل الذي بناه داود وسليمان عليه اسلام وقدسه الله لبني إسرائيل.
ثم سبق الكلام بالمناسبة إلى ما قدره الله لمجتمع بني إسرائيل من الرقي والانحطاط والعزة والذلة فكلما أطاعوا رفعهم الله وكلما عصوا خفضهم الله، وقد انزل عليهم الكتاب وأمرهم بالتوحيد ونفى الشريك.
ثم عطف فيها الكلام على حال هذه الأمة وما انزل عليهم من الكتاب بما يشاكل حال بني إسرائيل وانهم ان أطاعوا أثيبوا وان عصوا عوقبوا فإنما هي الأعمال يعامل الانسان بما عمل منها وعلى ذلك جرت السنة الإلهية في الأمم الماضين.
ثم ذكرت فيها حقائق جمة من المعارف الراجعة إلى المبدا والمعاد والشرائع العامة من الأوامر والنواهي وغير ذلك.
ومن غرر الآيات فيها قوله تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمان اياما تدعوا فله الأسماء الحسنى) الآية 110 من السورة، وقوله: (وكلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا) الآية 20 منها وقوله: (وان من قرية إلا نحن مهلكوها) الآية 58 منها وغير ذلك.