أو الثقافية أو غيرها، فلا يصفو الجو للاقدام على شئ من مقاصد الحياة أو التقدم في شئ من مأربها إلا بالاعتضاد بالاعضاد والامن من معارضة الموانع.
3 - الاسلام بما أنه متعرض لأمر المجتمع كالفرد، ويهتم بإصلاح حياة الناس العامة كاهتمامة بإصلاح حياة الفرد الخاصة قنن فيه كليات ما يرجع إلى شؤون الحياة الاجتماعية كالجهاد والدفاع ومقاتلة أهل البغى والنكث والصلح والسلم والعهود والمواثيق وغير ذلك.
والعهد الذي نتكلم فيه قد اعتبره اعتبارا تاما وأحكمه إحكاما يعد نقضه من طرف أهله من أكبر الاثم إلا ان ينقضه المعاهد الاخر فيقابل بالمثل فإن الله سبحانه أمر بالوفاء بالعهود، والعقود وذم نقض العهود والمواثيق ذما بالغا في آيات كثيرة جدا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) المائدة: 1، وقال: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه - إلى أن قال - أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) الرعد: 25، وقال:
(وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) أسرى: 34 إلى غير ذلك.
ولم يبح نقض العهود والمواثيق إلا فيما يبيحه حق العدل وهو ان ينقضه المعاهد المقابل نقضا بالبغي والعتو أو لا يؤمن نقضه لسقوطه عن درجة الاعتبار، وهذا مما لا اعتراض فيه لمعترض ولا لوم للائم، قال تعالى: (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين) الأنفال: 58 فأجاز نقض العهد عند خوف الخيانة ولم يرض بالنقض من غير إخبارهم به واغتيالهم وهم غافلون دون ان قال: (فانبذ إليهم على سواء) فأوجب ان يخبروهم بالنقض المتقابل احترازا من رذيلة الخيانة.
وقال: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) براءة: 2 فلم يرض بالبراءة دون ان وسع عليهم أربعة أشهر حتى يكونوا على مهل من التفكر في أمرهم والتروي في شأنهم فيروا رأيهم على حرية من الفكر فإن شاؤوا آمنوا ونجوا وإن لم يشاؤا قتلوا وفنوا، وقد كان من حسن أثر هذا التأجيل أن آمنوا فلم يفنوا.
وقد تمم سبحانه هذه الفائدة أحسن إتمام بقوله بعد إعلام البراءة: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون، التوبة: 6.
وقال مستثنيا الموفين بعهدهم من المشركين: (كيف يكون للمشركين عهد عند